يخطط الرئيس الأميركي جو بايدن لاستضافة زعماء "رباعية كواد"، التي تضم أستراليا والهند واليابان إلى جانب الولايات المتحدة، في منزله بولاية ديلاوير نهاية الأسبوع، وذلك وفق شبكة "NBC News"، في أول اجتماع من نوعه خلال ولايته التي لا ينوي تجديدها بعد انسحابه من السباق إلى البيت الأبيض.

ومن المنتظر أن يعقد بايدن اجتماعات ثنائية مع رؤساء وزراء الدول الثلاث قبل قمة "رباعية" في إطار التحالف الذي قرر ترقيته خلال عامه الأول في منصبه.

ونقلت الشبكة عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله إن الرئيس الأميركي أراد على وجه التحديد دمج "لمسات شخصية" في الحدث الذي يستمر يومين، مؤكداً على أهمية "العلاقات الشخصية العميقة" باعتبارها جوهر نهجه في السياسة الخارجية.

مكان ذو أهمية خاصة

خلال المناقشات الجماعية والمحادثات الفردية هذا الأسبوع، من المرجح أن يعرض بايدن لضيوفه بفخر منزله في ديلاوير، المعروف لدى المساعدين باسم "Lake House" بسبب البحيرة الاصطناعية على أرضه. ويتوقع بايدن أن يشاركهم لحظات مهمة خلال مسيرته المهنية والتي تميزت هناك، بما في ذلك المكان الذي علم فيه قبل 4 سنوات أنه انتخب رئيساً.

كما دعا جو بايدن القادة إلى عشاء السبت، في مدرسته الثانوية بأكاديمية أرشمير في مدينة ويلمنجتون، وهو مكان ذو أهمية خاصة للرئيس، كما قال المسؤول.

وأعلن البيت الأبيض، الخميس، أن العديد من الفعاليات ستصاحب قمة "رباعية كواد"، بما في ذلك اجتماع رسمي على مستوى القادة، إضافة إلى حدث مرتبط بحملة الرئيس لمكافحة السرطان.

وقالت "NBC News" إن بايدن طلب إزالة الأعشاب الضارة من حدائق أكاديمية أرشمير، وتنظيف نوافذها، وطلاء السياج الحديدي المحيط بها، لافتةً إلى أنها المرة الأولى التي يطلب فيها بايدن من زعماء أجانب زيارة ويلمنجتون بصفته رئيساً، ما يعكس قربه من رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا.

وفي مذكراته التي نشرها عام 2008، كتب بايدن أن من بين إنجازاته الأكثر فخراً إلقاء الخطب العامة في الأكاديمية، بعد أن عمل بجد للتغلب على تلعثم الطفولة.

"القمة الأخيرة"

في تعليق على استضافة بايدن لزعماء "كواد" في منزله بولاية ديلاوير، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: "هذه علاقات شخصية تعني الكثير بالنسبة له (بايدن)، ويعتقد أن العلاقات الشخصية مهمة للسياسة الخارجية".

وناقش بايدن لأول مرة استضافة القمة في مسقط رأسه بعد أن أحضر فوميو كيشيدا زعماء تحالف مجموعة السبع إلى مسقط رأسه هيروشيما دعام 2023.

وأضاف كيربي: "رئيس الوزراء فخور بحق بهيروشيما وتجاربه هناك. وقد ترك ذلك تأثيراً على الرئيس بايدن، لأنه يشعر بنفس الشعور تجاه ويلمنجتون".

ومن خلال القمة المنتظرة، يأمل البيت الأبيض في إبراز تحالف قوي مع شركائه في المحيطين الهندي والهادئ، خاصة في وقت تعد مواجهة نفوذ الصين المتزايد أولوية قصوى لإدارة بايدن.

ومن المتوقع أن يعلن القادة عن طرق لضمان "استمرار" التحالف على المدى الطويل.

وأشارت "NBC News" إلى أن المسؤولين يتوقعون أن تشهد اجتماعات "رباعية كواد" عقد اتفاقيات محتملة بشأن الأمن الصحي، والاستجابة للكوارث الطبيعية، والشراكة البحرية في بحر الصين الجنوبي.

وستكون هذه المرة السادسة التي يجتمع فيها زعماء الرباعية، والرابعة شخصياً لبايدن منذ أن قام بترقية المجموعة إلى مستوى القادة عام 2021. كما ستكون القمة الأخيرة لكل من كيشيدا وبايدن، حيث أعلن الزعيم الياباني في وقت سابق هذا العام أنه سيتنحى عن منصبه كزعيم لحزبه.

واستقبل بايدن رئيس وزراء كل دولة على حدة في البيت الأبيض.

زيارة أنجولا

ومن المقرر الآن أن تستضيف الهند قمة "كواد" التالية عام 2025، وإذا ما فازت نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي هاجرت والدتها من الهند، في انتخابات هذا العام، ستكون زيارة نيودلهي بغرض المشاركة في اجتماعات الرباعية رمزية إلى حد بعيد.

وبدءاً من أكتوبر، يأمل الرئيس الأميركي في ترسيخ بعض إرثه في السياسة الخارجية من خلال رحلات خارجية أخيرة خلال فترة وجوده في منصبه، حيث من المتوقع أن يسافر بايدن إلى إفريقيا.

وفي نوفمبر، يخطط بايدن لحضور آخر اجتماع لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في بيرو، وقمة مجموعة الـ20 في البرازيل، بعد أيام فقط من الانتخابات الرئاسية الأميركية.