وصعد مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 8.18 في المئة ليصل إلى 34032 نقطة في الساعة 5:30 صباحاً بتوقيت غرينتش، بعدما قفز بنحو تسعة في المئة في مستهل تعاملات الفترة الآسيوية، فيما أغلق المؤشر مرتفعاً بأكثر من 10 في المئة.
وارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً بما يتجاوز 7.5 في المئة.
وفي بقية الأسواق الآسيوية، زاد مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنحو ثلاثة في المئة، كما حققت الأسهم التايوانية مكاسب بنسبة أربعة في المئة، في محاولة للتعافي من الخسائر الحادة التي شهدتها الأسواق في جلسة التداول السابقة.
لماذا انهارت السوق فجأة؟
أدت المخاوف المتزايدة بشأن الركود في الاقتصاد الأميركي والتخارج السريع من عمليات تجارة الفائدة التي تشمل الين إلى دفع الأسواق العالمية إلى حالة من الفوضى ابتداءً من يوم الجمعة.
كان المستثمرون يستفيدون لسنوات من أسعار الفائدة المنخفضة للغاية في اليابان عن طريق اقتراض الأموال النقدية بسعر رخيص هناك قبل تحويلها إلى عملات أخرى للاستثمار في الأصول ذات العائد المرتفع، وهو ما يعرف بتجارة الفائدة، لكن بعدما أشار بنك اليابان إلى اتجاهه لتشديد السياسة النقدية في الأسابيع الأخيرة، أُجبر العديد من المشاركين في السوق على التراجع بسرعة عن صفقاتهم بالين.
أسهم ذلك في تكبيد مؤشر نيكاي خسائر حادة، إذ أغلق منخفضاً بنسبة 12.4 في المئة يوم الاثنين، في أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ أكتوبر 1987، وخسر 4451 نقطة، وهو أكبر انخفاض له في التاريخ، كما شهدت جميع الأسواق الآسيوية والأوروبية والأميركية انخفاضات ضخمة.
وتعرضت وول ستريت أيضاً لضربة قوية، إذ انخفضت جميع المؤشرات الرئيسية الثلاثة بنسبة تتراوح بين 2.6 في المئة و3.4 في المئة، لكن ارتدت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 وناسداك صعوداً في تداولات الصباح، وهي إشارة إلى إمكانية افتتاح المؤشرات يوم الثلاثاء على صعود.
وقال ستيفن إينيس، الشريك الإداري لدى شركة إس بي آي، إن التراجع عن هذه الاستراتيجية (تجارة الفائدة باستخدام الين) هو الدافع الرئيسي لاضطرابات السوق، فيما أشار نيل نيومان الخبير الاقتصادي لشبكة CNN إلى أن «ارتداد الأسهم اليابانية نموذجي بعد انهيار السوق، لكن الأهم من ذلك هو أن أساسيات السوق سليمة، والاقتصاد في حالة جيدة».
ما مصير الين؟
تتزايد المخاوف في الولايات المتحدة من أن تقرير الوظائف المخيب للآمال الذي صدر يوم الجمعة كان علامة أخرى على فشل الاحتياطي الفيدرالي في إدارة الاقتصاد، وأن الركود يلوح في الأفق، ما أدى إلى خسائر قوية في بورصة نيويورك.
ولكن في اليابان، رغم وجود مخاوف أيضاً بشأن الاقتصاد، فإن الديناميكية مختلفة وهناك مخاوف قليلة بشأن الأساسيات الاقتصادية، وفقاً لنيل نيومان الاستراتيجي لدى شركة أستريس الاستشارية في طوكيو، ما يدعم استمرار قوة الين مقابل الدولار.
وسجل الين أعلى مستوى له منذ سبعة أشهر مقابل الدولار عند نحو 143 يناً يوم الاثنين، لكنه تراجع قليلاً يوم الثلاثاء، بانخفاض نحو نقطة مئوية إلى 145.76 ين.
وقال نيومان «السؤال الكبير الآن هو هل سيواصل بنك اليابان رفع سعر الفائدة مرة أخرى في ضوء كل الانتقادات في الصحافة، أعتقد أنهم سيستمرون في ذلك ولن يتأثروا بالرأي العام أو الصحافة».
وفي يوم الأربعاء، رفع بنك اليابان أسعار الفائدة للمرة الثانية هذا العام، وأعلن عن خطط لتقليص مشترياته من السندات، ويتوقع المتداولون أن نشهد زيادة أخرى في أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، بينما يصارع البنك المركزي تسارع التضخم.
وفي حديثه يوم الثلاثاء، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إنه من المهم إصدار أحكام هادئة بشأن وضع السوق، وبحسب ما ورد عن وكالة رويترز، فقد أعرب عن توقعات متفائلة للاقتصاد، مستشهداً بعوامل مثل أول ارتفاع في الأجور الحقيقية المعدلة حسب التضخم منذ أكثر من عامين، الذي حدث في يونيو.
(لورا هي وجوليانا ليو، CNN)