
أفاد المصدر السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، بتجدد الاشتباكات العنيفة في مدينة السويداء بعد هدوء نسبي استمر لساعات إثر اتفاق هدنة.
وقال المرصد إن "محافظة السويداء تعيش منذ قرابة أسبوع تحت وطأة حصار خانق نتيجة الاشتباكات المستمرة، وسط دعوات محلية ودولية متزايدة لفتح ممرات إنسانية عاجلة تتيح إيصال الإغاثة للمدنيين وتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية".
وأضاف أن "الاشتباكات العنيفة تجددن من الجهة الغربية للمدينة صباح اليوم، بعد هدوء نسبي استمر لبضع ساعات، تطبيقا لاتفاق التهدئة".
وأشار إلى أن "المحافظة تشهد تدهوراً إنسانياً غير مسبوق، مع خروج المستشفى الوطني في السويداء عن الخدمة بشكل كامل. المستشفى يعاني من شلل تام منذ أيام، نتيجة انقطاع الكهرباء ونفاد المياه والأدوية، بالإضافة إلى غياب المواد الغذائية الأساسية كالخبز والطعام. كما توقفت جلسات غسيل الكلى، وتُرك مرضى الأمراض المزمنة دون علاج، في ظل نقص شديد في الضمادات واللوازم الطبية الأساسية، ما أدى إلى انهيار شبه كامل في أداء الطواقم الطبية".
وتابع "وسط الانهيار الكامل للقطاع الصحي في محافظة السويداء، وجّه العاملون في المشفى الوطني نداءً مؤلماً يعكس حجم الكارثة الصحية والبيئية المتفاقمة. ووفقاً للنداء، فإن المشفى يشهد أوضاعاً مأساوية غير مسبوقة، حيث ما تزال مئات الجثث مكدّسة دون دفن، وقد بدأت بالتحلّل، فيما تنتشر الديدان داخل الأقسام، وتملأ الروائح الكريهة أرجاء المكان وتمتد لمسافات طويلة خارجه".
ولفت إلى أن "النداء الموجّه إلى جميع المرجعيات المعنية وكل من يهمه الأمر، حذر من كارثة وبائية حقيقية تتفاقم كل ساعة”، داعياً إلى “تدخل فوري للسيطرة على هذا الانهيار الصحي قبل فوات الأوان".
كما ناشد العاملون وكالات الأنباء الدولية، الأميركية والأوروبية، بإيفاد مراسلين إلى المحافظة، مؤكدين أن "الوجود الإعلامي على الأرض قد يسهم في إنقاذ الأرواح، وردع الانتهاكات، ونقل الحقيقة للعالم".
وختم النداء برسالة مؤثرة: "نخاطبكم باسم الإنسانية، ومن أجل الدفاع عن العدالة والحرية".
وأفاد المرصد السوري بأنه "في ظل هذه الأوضاع، يُواجه مستشفى صلخد – آخر منشأة طبية تعمل جزئياً في المنطقة – خطر التوقف الكامل خلال الساعات المقبلة، نتيجة نفاد الإمدادات وغياب أي دعم طبي أو لوجستي، بحسب ما أفادت به مصادر المرصد السوري".
وحذر من أن "تفاقم الأزمة الصحية يترافق مع حرمان آلاف المدنيين من الخدمات الأساسية، إذ انقطعت مياه الشرب والكهرباء عن معظم أحياء المدينة والقرى المحيطة بها، في وقت تشهد فيه الأسواق نقصاً حاداً في المواد الغذائية والطحين والوقود".
وأكد أن "آلاف العائلات تعيش على مؤن قليلة آخذة بالنفاد، في ظل عجز كامل عن تأمين الطعام والماء، بينما تحول الاشتباكات المستمرة دون دخول أي قوافل إغاثية أو مساعدات إنسانية".