وعلى الرغم من أن حكومة رئيس الوزراء مارك روته مترددة في اتخاذ قرار شامل، فإن تصريحاتها العامة ومصالح الأمن القومي تشير إلى أنها ستتمهل في الموافقة على طلبات الصيانة الصينية لمعدات شركة إيه.إس.إم.إل الهولندية في المستقبل وستسرع في رفضها تصدير المعدات.
ومن شأن مثل هذا القرار التسبب في انتكاسة لآمال الصين في بناء صناعة الرقائق المحلية، لأنه سيكون من الصعب استبدال معدات الشركة الهولندية، ما قد يسفر عن تعطلها بمرور الوقت إذا لم تخضع للصيانة.
وناقش روته، الذي من المرجح أن يصبح الأمين العام المقبل لحلف شمال الأطلسي، موضوع إيه.إس.إم.إل مع الرئيس الصيني شي جين بينغ عندما التقيا في بكين الأسبوع الماضي، ولفت بعد ذلك إلى أن دعم الصين لروسيا يمثل مشكلة خطيرة في الوقت الذي تقوم فيه هولندا بتسليح أوكرانيا بطائرات إف-16.
وقال روته «من المهم للغاية أن تدرك الصين أن أي انتصار لروسيا في أوكرانيا سيشكّل تهديداً مباشراً لكل من هولندا وأوروبا»، وهو ما قد يدفع الحكومة الهولندية للميل إلى المطالبات الأميركية.
ودعا روته الصين إلى بذل المزيد من الجهد لمنع روسيا من الحصول على سلع لها تطبيقات مدنية وعسكرية على حد سواء، مثل آلات شركة إيه.إس.إم.إل والرقائق التي تُستخدم في تصنيعها.
وفي حين أن تعليقات روته لا تترجم إلى سياسة الرفض الكامل للعملاء الصينيين الذين يسعون للحصول على معدات الشركة، كما تقضي سياسة الولايات المتحدة، إلّا أنها تشير إلى احتمالية سير الحكومة الهولندية على النهج الأميركي.
كيف تتأثر صناعة الرقائق الصينية؟
وبالنسبة لشركة إيه.إس.إم.إل، فإن الضرر الناجم عن رفض طلبات العملاء الصينيين لصيانة معداتهم سيكون تدريجياً، إذ تمثل الصيانة نحو 20 في المئة من إيراداتها والصين هي ثالث أكبر سوق لها بعد تايوان وكوريا الجنوبية.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، باعت الشركة معدات بقيمة عشرة مليارات يورو (11 مليار دولار) لشركات صناعة الرقائق في الصين، ولا يخضع معظمها لأي قيود على التصدير، خاصة تلك التي تتشارك مع شركات متحالفة مع الغرب مثل إس كيه هاينكس، وتي إس إم سي التايوانية.
وعلى جانب آخر، قد تتعرض شركات صناعة الرقائق الصينية الفردية أو المصانع التي يتم رفض ترخيصها لأضرار بالغة، لأن آلات إيه.إس.إم.إل ضرورية لصنع الرقائق ومن الصعب استبدالها.
وقالت وزارة الخارجية الهولندية يوم الخميس إنها ستبت في طلبات الترخيص الصينية بنفس الطريقة التي تتعامل بها مع الطلبات الأخرى على أساس «كل حالة على حدة»، مع تقييم المخاطر التي قد ينتهي بها الأمر إلى استخدامات عسكرية غير مرغوب فيها.
وقال بول تريولو، الخبير الأميركي في شؤون الصين «سيؤدي وقف الصيانة إلى تدهور لا محالة لقدرات المعدات، لذا تسعى الشركة لتوفير الحماية اللازمة للحفاظ على استمرار عمل هذه الآلات لأطول فترة ممكنة، ولكن يبقى السؤال إلى متى سيستمر هذا الوضع وما هي الحلول الأخرى الممكنة؟».
(رويترز)