أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن مصر ترفض أي محاولات لتصعيد الصراع في المنطقة وتوسع نطاقه، مشيراً إلى ضرورة تحلي جميع الأطراف بالمسؤولية.

وذكرت الرئاسة المصرية في بيان على فيسبوك، أن السيسي أكد خلال استقباله بلينكن "دعم مصر للبنان في مواجهة الهجوم السيبراني التي تعرضت له"، مشدداً على حرص مصر على أمن لبنان واستقراره وسيادته.

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية أحمد فهمي، أنه تم التوافق على تكثيف الجهود المشتركة بين مصر والولايات المتحدة بهدف التهدئة وخفض التصعيد، على النحو الذي يضمن استعادة السلم والأمن الإقليميين.

وأوضح أن اللقاء تناول، الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، "حيث تم تبادل وجهات النظر بشأن كيفية تعزيز الجهود المشتركة، بين مصر والولايات المتحدة وقطر، للمضي قدماً في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين، وتيسير إنفاذ المساعدات الإنسانية".

وشدد الرئيس المصري على أولوية التدخل الحاسم لإزالة العراقيل أمام إدخال كميات ضخمة من المساعدات إلى أهالي غزة، الذين يعانون من كارثة معيشية وصحية، بـ"الإضافة إلى ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وعدم مواصلة سياسات التصعيد ضد الفلسطينيين".

ووصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى مصر، وسط آمال في إعطاء دفعة للجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة، فضلاً عن تعزيز العلاقات الثنائية مع القاهرة، في ظل مخاوف من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط.

وتأتي الزيارة في وقت تعيش فيه المنطقة حالة تأهب قصوى، بسبب احتمالات اتساع دائرة حرب غزة، خاصة بعد توعد جماعة "حزب الله" إسرائيل بالثأر من عملية تفجير أجهزة اتصال في أنحاء لبنان، الثلاثاء، ما أودى بحياة 9 على الأقل وإصابة ما يقرب من 3 آلاف آخرين.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في إفادة صحافية دورية، الثلاثاء، إن جدول لقاءات بلينكن مع المسؤولين المصريين يركز بشكل مباشر على "كيفية التوصل إلى مقترح نعتقد أنه سيحصل على موافقة الطرفين" لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"

وأضاف أنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان الحادث الذي وقع في لبنان سيؤثر على محادثات وقف إطلاق النار في غزة، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة تؤمن بأن الدبلوماسية هي السبيل لتهدئة التوتر.

ويقول مسؤولون أميركيون منذ أسابيع إن مقترحاً جديداً سيُطرح قريباً.

وتابع ميلر: "هناك بعض القضايا التي نحتاج إلى مناقشتها مع الحكومة المصرية لعلاقتها بمقترح وقف إطلاق النار هذا الذي نحاول تحقيقه".

ولن يزور بلينكن إسرائيل في هذه الرحلة، وهي المرة الأولى التي لا يزور فيها أقربَ حليف لواشنطن بالمنطقة منذ اندلاع الحرب في غزة قبل نحو عام.

وأوضح ميلر أن السبب في ذلك هو أن واشنطن تهدف إلى مناقشة القضايا الثنائية مع مصر في هذه الرحلة، وأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة الذي تعمل عليه الولايات المتحدة والوسطاء ليس جاهزاً بعد لتقديمه إلى إسرائيل.

وأضاف: "لذلك سيكون من السابق لأوانه عرض مثل هذا المقترح، أو القيام بأي ارتباطات دبلوماسية أخرى".

وتلعب مصر، إلى جانب قطر، دوراً حيوياً في الجهود الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب، إذ تشارك في نقل المقترحات والمقترحات المقابلة بين "حماس" وإسرائيل.

وتعتمد واشنطن أيضاً على القاهرة في جهودها لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وفي تحالفها المستمر منذ عقود مع مصر، قدمت واشنطن مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات. وتأكدت الأهمية المتزايدة للقاهرة الأسبوع الماضي، عندما حصلت على 1.3 مليار دولار دون استقطاعات مرتبطة بحقوق الإنسان لأول مرة منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه في عام 2021.