تسعى شركات التبغ لاستهداف الشباب عبر كل القنوات التسويقية الممكنة -بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والأنشطة الرياضية والمهرجانات الموسيقية- لإغرائهم باستخدام بدائل النيكوتين المنكهة الجديدة، بحسب تقرير حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية يوم الخميس. واتهمت المنظمة الشركات بمحاولة إيقاع الأجيال الشابة في حبائل النيكوتين، مشيرة إلى أن معدل استخدام السجائر الإلكترونية بين الشباب يتجاوز نظيره بين البالغين في العديد من الدول.

استهداف الأجيال الأصغر سناً

وكشف تقرير المنظمة أن نحو 37 مليون طفل بين أعمار 13 و15 عاماً يستخدمون منتجات التبغ، وأن معدل استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين يتجاوز نظيره بين البالغين. وفي أوروبا، أشار 20 في المئة من المراهقين المشاركين في الاستطلاع، والذين لا تتجاوز أعمارهم 15 عاماً إلى أنهم استخدموا السجائر الإلكترونية خلال الأيام الثلاثين الماضية.
ورغم التقدم الملموس الذي أحرزه العالم في الحد من استخدام التبغ، فقد أدى ظهور السجائر الإلكترونية وبدائل النيكوتين الجديدة إلى «تهديدات خطيرة» للشباب وحملات مكافحة التبغ. وقد وجدت العديد من الدراسات أن استخدام السجائر الإلكترونية يؤدي إلى ارتفاع معدلات تدخين السجائر التقليدية بنحو ثلاثة أضعاف، خاصة بين الشباب غير المدخن.

التاريخ يعيد نفسه

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس «إن التاريخ يعيد نفسه، حيث تسعى شركات التبغ لبيع النيكوتين لأطفالنا، لكن في عبوات مختلفة هذه المرة». وأضاف «هذه الشركات تعمل بنشاط بالغ لاستهداف المدارس والأطفال والمراهقين عبر الترويج لمنتجات جديدة مغلفة بالنكهات لإيقاعهم في مصيدة التدخين، فكيف يمكنهم التحدث عن تقليل الأضرار في الوقت الذي يقومون فيه بالترويج لتلك المنتجات الخطيرة ذات معدلات الإدمان المرتفعة للأطفال؟ !».
تأتي تحذيرات المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في وقت تسعى فيه شركات التبغ لتسويق منتجاتها للأجيال الأصغر سناً عبر إضافة نكهات محببة كالحلوى والفواكه. وقد وجدت الدراسات في الولايات المتحدة أن 70 في المئة من مدخني السجائر الإلكترونية من الشباب أعربوا عن استعدادهم للتوقف عن استخدامها إذا جاءت بنكهة التبغ التقليدية فقط.

أساليب مخادعة

قال مدير إدارة تعزيز الصحة بمنظمة الصحة العالمية روديغر كريتش «إن شركات التبغ تصمم منتجاتها بصورة مغرضة، وتستخدم أساليب تسويق خاصة تستهدف جذب الأطفال بشكل مباشر». واعتبر ذلك وسيلة واضحة للإيقاع بالأطفال في مصيدة إدمان النيكوتين؛ إذ قال «إن استخدام النكهات المحببة للأطفال -مثل نكهة غزل البنات والعلكة- ومزجها بتصميمات ملونة وجذابة أشبه بألعاب الأطفال هي محاولات صارخة الوضوح لاستدراج الصغار لإدمان تلك المنتجات الضارة». ودعت المنظمة الحكومات لحماية شبابها من استخدام التبغ والسجائر الإلكترونية وغيرهما من منتجات النيكوتين من خلال حظرها أو وضع قيود صارمة على استخدامها. وشملت توصيات المنظمة في هذا الإطار إنشاء مساحات عامة داخلية تحظر التدخين بشكل كامل، وحظر السجائر الإلكترونية المنكهة، ومنع الأنشطة الإعلانية والترويجية لها، وفرض ضرائب أكبر على المنتجين، وزيادة الوعي العام بالأساليب المخادعة التي تستخدمها الشركات لإغراء الشباب بشراء منتجاتها.