وواصل الدولار، الذي تعزز بفضل ارتفاع عائدات الخزانة، الضغط على الين واليورو والجنيه الاسترليني، وهو اتجاه تزايد على مدى الأسابيع القليلة الماضية إذ أظهرت بيانات أن الاقتصاد الأميركي لا يزال في وضع جيد، مما أدى إلى تقليص الرهانات على خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بصورة سريعة وبمعدلات كبيرة.
وعبر أربعة من صناع السياسات في مجلس الاحتياطي الفيدرالي أمس الاثنين عن دعمهم لمزيد من الخفض في أسعار الفائدة، رغم اختلافهم بشأن سرعة التخفيضات والنطاق المستهدف.
وتعطي وجهات النظر المتباينة لمحة عما يمكن أن نتوقعه في اجتماع السياسة النقدية المقبل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في السادس والسابع من نوفمبر.
وترى الأسواق فرصة بنسبة 89 بالمئة لخفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس خلال الاجتماع المقبل، وذلك مقارنة بفرصة نسبتها 50 بالمئة الشهر الماضي.
ووصل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسية، إلى 103.93 في التداولات الآسيوية، وذلك بعد أن وصل إلى 104.02 نقطة أمس الاثنين، وهو أعلى مستوى له منذ الأول من أغسطس. وأصبح المؤشر في طريقه لتحقيق مكسب يزيد عن ثلاثة بالمئة خلال الشهر الجاري.
وبلغ اليورو 1.08205 دولار في أحدث التداولات، ليقترب من أدنى مستوى له منذ الثاني من أغسطس، كما وصل الجنيه الإسترليني إلى 1.3006 دولار، بالقرب من أدنى مستوى له منذ 20 أغسطس.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في غضون أسبوعين، تلقى الدولار دعما من الاحتمالات المتزايدة بفوز الرئيس السابق دونالد ترامب في انتخابات الخامس من نوفمبر تشرين الثاني، إذ إن سياسات التعريفات الجمركية والضرائب اللي يقترحها ترامب من المرجح أن تُبقي أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة.
ومع ذلك، تظل المنافسة متقاربة للغاية ولا يمكن التنبؤ بنتيجة الانتخابات، ويتوقع محللون تقلبات مع تقييم المستثمرين للوضع قبل النتائج.
وقال محللون استراتيجيون في (باين بريدج إنفستمنتس) في مذكرة "في ظل فوز ترامب، يمكننا أن نتوقع بيئة مضطربة إلى حد ما مع الكثير من الضبابية"، بحسب وكالة رويترز.
وأضافت المذكرة "في حين يمكن النظر إلى فوز ترامب باعتباره ظرفا غير موات في الأجل القصير للأسواق، فإن الصورة تبدو مختلفة تماما على المدى الأطول... وبطريقة ما، ننظر إلى فوز هاريس باعتباره استمرارا 'للوضع الراهن' والسياسات الحالية، كما ينطوي على عملية أبطأ في تحولات السياسات".
وفي التداولات الآسيوية ارتفع العائد على سندات الخزانة الأميركية القياسية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له منذ 26 يوليو تموز وجرى تداولها في أحدث التعاملات عند 4.218 بالمئة.
وأثر ارتفاع العائدات على العملة اليابانية الحساسة للغاية لتحركات سندات الخزانة. ولامس الين الثلاثاء أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر تقريبا عند 151.10 مقابل الدولار.
ويأتي تراجع الين في وقت تستعد فيه اليابان لإجراء انتخابات عامة في 27 أكتوبر تشرين الأول. وفي حين تتباين استطلاعات الرأي حول عدد المقاعد التي سيفوز بها الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم، كانت الأسواق متفائلة بأنه، إلى جانب شريكه الأصغر في الائتلاف حزب كوميتو، سيحقق الفوز.