أعلن الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، انتهاء عمليات البحث عن معتقلين محتملين في سجن صيدنايا "سيء السمعة" دون العثور على أي زنازين سرية لم تُفتح بعد.
وقال في بيان إن "فرقه المتخصصة بحثت في جميع أقسام ومرافق السجن وفي أقبيته وباحاته وخارج أبنيته، بوجود أشخاص كانوا بمرافقتها ولديهم دراية كاملة في السجن وتفاصيله، ولم تعثر على أي دليل يؤكد وجود أقبية سرية أو سراديب غير مكتشفة".
وعبر الدفاع المدني عن شعوره "بخيبة أمل كبيرة لوجود آلاف المعتقلين الذين ما زالوا في عداد المفقودين".
وذكرت "الخوذ البيضاء"، أن عملية البحث شاركت فيها 5 فرق مختصة بينها فريقا K9 (فرق الكلاب البوليسية المدربة) إضافة لفرق الدعم والإسعاف.
وقالت إن هذه الفرق تتبعت جميع المداخل والمخارج وفتحات التهوية وأنابيب الصرف الصحي والمياه والأسلاك الكهرباء وكابلات كاميرات المراقبة دون أن تجد أي أقبية أو سراديب غير مكتشفة.
وتابعت: "وإننا إذ نعبر عن شعورنا بخيبة أمل كبيرة لوجود آلاف المعتقلين الذين مازالوا في عداد المفقودين، ولم يتمكن ذويهم من الوصول لأي معلومات تكشف مصيرهم، فإننا في الوقت نفسه نتضامن مع ذوي الضحايا ونتفهم تماماً شعورهم بانتظار أحبابهم وفلذات أكبادهم".
وتقدّر "رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا" أن أكثر من 30 ألف معتقل إما أُعدموا، أو قضوا نتيجة التعذيب، أو نقص الرعاية الطبية أو الجوع بين عامي 2011 و2018 في سجن صيدنايا.
كما قالت الرابطة، في تقرير أعدته بالشراكة مع وكالة "فرانس برس" ونشر عام 2022، إنه "يُعتقد أن نظام الأسد أعدم ما لا يقل عن 500 معتقل إضافي بين عامي 2018 و2021"، وفقاً لشهادات ناجين وثقتهم الرابطة.
"معلومات مضللة"
ولفتت "الخوذ البيضاء" في البيان إلى "الانتشار الكبير للمعلومات المضللة والشائعات حول السجون والمعتقلين"، ودعت إلى "توخي الحذر عند تلقي هذه المعلومات ومشاركتها عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، للحفاظ على مشاعر ذوي الضحايا وعدم التسبب بأي أذى نفسي لهم".
وناشد الدفاع المدني السوري جميع الأطراف وذوي الضحايا بـ"عدم الحفر في السجون أو المساس بها لأن ذلك يؤدي إلى تدمير أدلة مادية قد تكون أساسية للكشف عن الحقائق ودعم جهود العدالة والمحاسبة".
وأكد أن فرقه المختصة "جاهزة للتعامل مع أي سجن يتوقعون وجود معتقلين في أماكن سرية فيه".
وطالبت الخوذ البيضاء المؤسسات الدولية المختصة والسلطات المحلية بدعم جهود المجتمع المدني السوري للكشف عن مصير المفقودين من كل الأطراف.
وتعهدت بأن "يسخر الدفاع المدني السوري إمكانياته في هذا الخصوص للكشف عن المقابر الجماعية والتعرف على الجثث مجهولة الهوية وتسليمها لذويها على أمل المساعدة في لملمة الجراح ودعم جهود العدالة الانتقالية وبناء السلام".
وكانت فصائل المعارضة المسلحة في سوريا قد أعلنت الأحد، السيطرة على سجن صيدنايا، في ريف دمشق، وإطلاق سراح السجناء.
وقالت الفصائل في بيان: "نزف إلى الشعب السوري نبأ تحرير أسرانا وفك قيودهم، وإعلان نهاية حقبة الظلم في سجن صيدنايا".