
حذّر الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي من تداعيات عسكرية واقتصادية كارثية على العراق نتيجة التصعيد المتبادل بين إيران وإسرائيل، لا سيما بعد استهداف حقل بارس المشترك مع قطر، والذي يُعدّ من أكبر حقول الغاز الإيرانية ويُغذي العراق وتركيا.
وفي تصريحات تابعتها سما نيوز، اعتبر المرسومي أن دخول المنشآت الاستراتيجية إلى بنك أهداف سلاح الجو الإسرائيلي، ينذر بتحول خطير في مسار المواجهة، مؤكداً أن العراق سيكون من أكبر المتضررين في حال تقويض القاعدة الإنتاجية الإيرانية، خصوصاً في قطاع الغاز والطاقة الكهربائية.
وأوضح أن السيناريو المطروح حالياً هو تراجع أو انعدام صادرات الغاز الإيراني إلى العراق وتركيا، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة كهرباء حادة في العراق بالتزامن مع دخول ذروة الصيف.
وحذّر من أن القصف المتبادل للمنشآت الغازية قد يعطّل سلاسل الإمداد العالمية، مشيراً إلى احتمالية استهداف منصات الغاز الإسرائيلية المطلة على المتوسط، والتي تعتمد عليها إسرائيل بنسبة 70% في إنتاج الكهرباء.
ورأى المرسومي أن أخطر السيناريوهات يتمثل في لجوء إيران إلى إغلاق مضيق هرمز، ما سيؤدي إلى فقدان العالم ربع صادرات الغاز العالمية و17 مليون برميل نفط يومياً، وهو ما سيُصيب العراق والكويت تحديداً، باعتبار أن صادراتهما تمر عبر المضيق.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة بدأت الاستعداد لهذا السيناريو عبر السحب من احتياطياتها النفطية الاستراتيجية، في حين لا يملك العراق والكويت خيارات بديلة لتصدير النفط، خلافاً لإيران والسعودية والإمارات التي أنشأت بنى تحتية بديلة.
وحذّر من أن العراق قد يُضطر إلى تقديم تنازلات سياسية واقتصادية للشركات الأميركية العاملة في كردستان لاستئناف التصدير عبر خط جيهان التركي، معتبراً أن استمرارية التصعيد ستُضعف قدرة العراق على استيراد قطع الغيار والتوربينات المرتبطة بمحطات الطاقة.
وختم المرسومي بالقول إن الحروب تفتح المجال حتى أمام أكثر السيناريوهات تشاؤماً، مشيراً إلى أن مجرد التلويح بإغلاق مضيق هرمز قد يرفع كلفة النقل والتأمين عالمياً، وهو أمر سيترك أثره المباشر على العراق.