سما نيوز - متابعة
أظهرت دراسة حديثة أن مياه الصنبور التي يستهلكها عشرات الملايين من الأميركيين تحتوي على مادة كيميائية يشتبه في أنها قد تكون مسببة للسرطان.
وتعرف هذه المادة باسم "أنيون كلورونترميد" (Chloronitramide anion)، ويتم إطلاقها عندما يتحلل مطهر شائع يسمى الكلورامين (مزيج من الكلور والأمونيا) بشكل طبيعي.
ويتم تزويد نحو ثلث المنازل في الولايات المتحدة بمياه معالجة بالكلورامين، ما يشمل نحو 113 مليون شخص.
وما يزال تأثير هذه المادة على صحة الإنسان غير واضح، ولكن الباحثين أشاروا إلى أن تشابهها مع مواد سامة أخرى يستدعي المزيد من الدراسة.
وقال جوليان فايري، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ في جامعة أركنساس، إن هدفهم هو تحديد المواد الكيميائية المسببة لهذه السمية.
مضيفا: "قد يصاب عدد معين من الأشخاص بالسرطان من شرب المياه على مدار عدة عقود. لكننا لم نحدد بعد المواد الكيميائية التي تسبب هذه السمية. أحد الأهداف الرئيسية لعملنا هو تحديد هذه المواد الكيميائية ومسارات التفاعل التي تشكلها"
وفي حال القلق بشأن التعرض لـ"أنيون الكلورونيترامايد"، فإنه يمكن استخدام "مرشح المنزل للمساعدة في إزالته" وفقا لفايري، مشيرا إلى أن فعالية هذا الإجراء "ليست أكيدة".
وحذر من أن غلي مياه الشرب يمكن أن يزيد في الواقع من تركيز "أنيون الكلورونيترامايد"، لأنها "ليست كائنا حيا مثل البكتيريا التي يمكن قتلها بالغليان".
وغالبا ما تستخدم مرافق المياه سلسلة من الخطوات لمعالجة المياه، حيث يكون الترشيح والتطهير هي العمليات النهائية قبل تخزين المياه في الخزانات.
وتشمل الأنواع الشائعة من المطهرات الكيميائية الكلور أو الكلورامين أو ثاني أكسيد الكلور.
ويُفضل الكلورامين في العديد من أنحاء العالم لخصائصه، حيث أن أقل تطايرا من الكلور، ما يعني أنه يبقى في الماء لفترة أطول ويوفر حماية لفترة أطول.
كما أن طعمه ورائحته أقل تميزا من الكلور الذي يمكن أن يكون له رائحة وطعم يشبهان المبيض في الماء.
لكن أحد الجوانب السلبية للمياه المعالجة بالكلورامين هو أنها تتسبب في تآكل أكبر للأنابيب.
وإلى جانب الولايات المتحدة، يُستخدم الكلورامين في العديد من دول العالم، بما في ذلك، اسكتلندا وأستراليا وكندا.
ويضاف الكلورامين إلى الماء عن طريق إدخال الأمونيا في الماء الذي يحتوي بالفعل على الكلور، ما يتسبب في تفاعل كيميائي بين المادتين لتكوين الكلورامين.
وتقول وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) إن الماء الذي يحتوي على مستويات الكلورامين حتى 4 مغ لكل لتر آمن للشرب والطهي والاستحمام والاستخدامات المنزلية الأخرى.
ولاحظ فيري أن الباحثين يعرفون عن المركب الجديد منذ عقود لكنهم لم يتمكنوا من تحديده. وبدأ هو نفسه في محاولة كشف اللغز قبل 10 سنوات.
وأشار فايري إلى أنه سيتم الآن تقييم ما إذا كانت مادة "أنيون كلورونتراميد" مرتبطة بأي أنواع من السرطان أو لديها مخاطر صحية ضارة أخرى في العمل المستقبلي من قبل الأكاديميين والهيئات التنظيمية، مثل وكالة حماية البيئة الأمريكية.
أوضح فيري: "حتى لو لم تكن سامة، فإن العثور عليها يمكن أن يساعدنا في فهم المسارات التي تتشكل بها المركبات الأخرى، بما في ذلك السموم. وإذا عرفنا كيف يتشكل شيء ما، فيمكننا التحكم فيه".
وحتى الآن، لم تصدر وكالة حماية البيئة الأمريكية تعليقا رسميا على هذا التقرير، لكن الباحثين يواصلون العمل لفهم المزيد حول كيفية تأثير هذه المادة على صحة الإنسان.