سما نيوز - متابعة

أثار الجسم السماوي 2024 PT5، الملقب بـ"القمر الصغير الثاني" للأرض، العديد من التساؤلات حول تركيبه وأصله، منذ دخوله مدار كوكبنا في سبتمبر الماضي.

وأجرت دراسة متابعة فحصا مفصلا للصخرة الفضائية بحجم الحافلة التي تم التقاطها مؤقتا بواسطة جاذبية الأرض لفترة قصيرة قبل أن تغادر المدار مجددا في غضون بضعة أيام، بهدف الحصول على فهم أعمق لتركيبها، سرعة دورانها، ومسارها الفضائي، ما يساهم في توضيح خصائصها ومكانها في النظام الشمسي.

ويقول العلماء إن "القمر الصغير" قد يكون جسما يقع ما بين كويكب من النوع S، مصنوع من السيليكات والمعادن، ونوع V مثل "فيستا"، ثاني أكبر جسم في حزام الكويكبات الرئيسي.

ورغم أن النتائج لم تكن قاطعة، إلا أنها تشير إلى أن 2024 PT5، له أصل قمري، يتطابق بشكل وثيق مع العينات التي جمعتها مهمة "لونا 24" السوفيتية في عام 1976، وعينات من مهمة "أبولو 12" التابعة لوكالة ناسا في عام 1969.

وجاءت كلتا العيّنتين من "البحار"، أو البحر القمري (lunar maria)، وهي مناطق قمرية تشكلت نتيجة تدفقات الحمم البركانية القديمة.

وتقترح الورقة البحثية أن 2024 PT5 ربما نشأ من فوهات تشكلت خلال المليون عام الماضية أو نحو ذلك.

وقد دخل الكويكب 2024 PT5 مدار الأرض في 29 سبتمبر وسيغادره في 25 نوفمبر، ليستأنف رحلته حول الشمس.

ويقوم الكويكب بالدوران حول نفسه بشكل كامل كل ساعة، لكنه حتى موعد مغادرته، لن يتمكن من القيام بمدار كامل حول الأرض.

ومنذ وصوله، تسبب الزائر المؤقت في موجة من الجدل، حيث انتقد الكثيرون، على غرار خبير الاتصالات الفضائية الشهير نيل ديغراس تايسون، إطلاق اسم "قمر صغير" على الكويكب بالمضلل، بينما يرى آخرون، مثل كارلوس دي لا فوينتي ماركوس، أحد المكتشفين في جامعة كومبلوتنسي بمدريد في إسبانيا، أنه مصطلح علمي مقبول يمكن استخدامه في الأوراق البحثية.

ويُحتمل أن الكويكب نشأ من فوهات على سطح القمر تشكلت خلال المليون سنة الماضية. ويتماشى مسار الكويكب مع الكويكبات القادمة من حزام أراغونا، وهو مجموعة من الكويكبات التي تقع بالقرب من الأرض.

ورغم أن 2024 PT5 هو زائر قصير الأمد، إلا أنه ليس حدثا نادرا. فقد تم رصد كويكبات صغيرة تم التقاطها مؤقتا بواسطة جاذبية الأرض في الماضي. على سبيل المثال RH120 الذي كان يدور حول الأرض من يوليو 2006 إلى يوليو 2007، وهناك كويكب آخر غادر مدارنا في مايو 2020 وكان قد ظل في مدار الأرض لعدة سنوات.

وتقدم دراسة الأقمار الصغيرة مثل 2024 PT5، رؤى قيمة حول مدارات الكويكبات وموادها وسرعات دورانها. والبيانات التي تم جمعها يمكن أن تكون مفيدة أيضا في استكشاف الفضاء في المستقبل، بما في ذلك استكشاف الفضاء للتعدين في حزام أراغونا الذي يعد أقرب إلى الأرض من حزام الكويكبات الرئيسي. وهذا قد يوفر وصولا أسهل إلى الموارد لبناء قواعد على القمر أو دعم المهمات الفضائية.

وتخطط وكالة ناسا لمراقبة 2024 PT5 باستخدام رادار النظام الشمسي في غولدستون في يناير 2025، عندما يكون الكويكب على مسافة تقدر بنحو 239 ألف ميل، أي أبعد بخمس مرات من المسافة بين القمر والأرض، ما يوفر فرصا إضافية لدراسة هذا الجسم السماوي المثير للاهتمام.