أفادت الشرطة الباكستانية، بأن ما لا يقل عن 33 شخصاً لقوا مصرعهم، وأصيب أكثر من 40 آخرين في اشتباكات بين جماعات مسلحة طائفية في منطقة كورام شمال غربي البلاد، السبت.

وتواجه باكستان تصاعداً في هجمات متمردين انفصاليين وجماعات طائفية لديها دوافع عرقية في الجنوب، ومتشددين في شمال غرب البلاد.

وكانت الاشتباكات المسلحة، التي اندلعت مساء الجمعة، أحدث أعمال عنف تهز منطقة كورام في إقليم خيبر بختونخوا، وتأتي بعد أيام من سقوط 42 شخصاً في كمين مسلح، حسبما نقلت "أسوشيتد برس".

وقال ضابط شرطة، إن مسلحين في باغان وباشا كوت، أحرقوا متاجر ومنازل وممتلكات حكومية، مضيفاً أن إطلاق النار كان كثيفاً ومستمراً بين قبيلتي عليزاي وباغان في منطقة كورام السفلى.

وعلى الرغم من أن المجموعتين تعيشان معاً بشكل سلمي بشكل عام، إلا أن التوترات لا تزال قائمة، وخاصة في كورام.

وقال الضابط: "أُغلقت المؤسسات التعليمية في كورام بسبب التوتر الشديد. يستهدف كلا الجانبين بعضهما البعض بأسلحة ثقيلة وأوتوماتيكية".

وأظهرت مقاطع فيديو تمت مشاركتها مع وكالة "أسوشيتد برس" سوقاً غمرته النيران وألسنة اللهب البرتقالية التي اخترقت سماء الليل.

كمين مسلح

وقال ناجون من كمين مسلح، إن المهاجمين خرجوا من سيارة وأمطروا الحافلات والسيارات بالرصاص. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم ولم تحدد الشرطة الدافع وراءه.

ولقي العشرات من أبناء الطائفتين المتصارعتين حتفهم في المنطقة منذ يوليو الماضي، عندما اندلع نزاع على الأراضي في كورام، والذي تحول فيما بعد إلى عنف طائفي عام.

وبحسب تقرير صادر عن مركز البحوث والدراسات الأمنية، شهد الربع الثالث من عام 2024 زيادة بنسبة 90% في الوفيات المرتبطة بالعنف المسلح وعمليات مكافحة الإرهاب في البلاد.

وسجل التقرير 722 حالة وفاة و615 إصابة في 328 حادثة، حيث كانت خيبر بختونخوا وبلوشستان مسؤولة عن 97% من الوفيات.

وفي ظل الارتفاع المستمر في الاشتباكات المسلحة، أكد رئيس أركان الجيش الجنرال عاصم منير، عزم الجيش على القضاء على العنف المسلح، الذي يقوض الأمن الوطني، حسبما نقلت شبكة تلفزيون Geo News الباكستانية.

وأكد رئيس أركان الجيش، أن "إحباط المخططات الشريرة للعناصر المعادية يظل أولوية قصوى"، وفقاً لما ذكرته إدارة العلاقات العامة بين الخدمات الجمعة.

وأكد رئيس أركان الجيش الباكستاني أيضاً، أنه من خلال العمليات المتزامنة والقوية، فإن الجيش الباكستاني بالتعاون مع وكالات إنفاذ القانون "سيطارد أعداء السلام بلا هوادة لضمان الاستقرار والأمن الدائمين".