ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف خلال التداولات الآسيوية، يوم الجمعة، مدعومة بشكل رئيسي بالتفاؤل إزاء احتمال تخفيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأجندة الرسوم الجمركية، رغم أن المكاسب تقلصت بسبب ارتفاع الدولار.
كما تأثرت المعنويات بزيادة التوترات الجيوسياسية بين الهند وباكستان، حيث انخرطت الدولتان المسلحتان نوويًا في أسوأ قتال بينهما منذ عقود. وجانب آخر، دعا ترامب إلى وقف فوري لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، وسط تقدم ضئيل في محادثات السلام. ومع ذلك، من المقرر أن يبدأ وقف إطلاق النار بقيادة روسية لمدة ثلاثة أيام هذا الأسبوع.
كما تترقب الأسواق المزيد من الصفقات التجارية الأمريكية، خاصة مع مستوردي النفط الرئيسيين مثل الصين والهند. المحادثات مع الهند جارية، بينما من المقرر أن يلتقي المسؤولون الأمريكيون بنظرائهم الصينيين لإجراء محادثات تجارية هذا الأسبوع.
وعلى الرغم من مكاسب هذا الأسبوع، لا تزال أسعار النفط قريبة من أدنى مستوياتها في أربع سنوات وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي المتزايدة وتأثيرها على الطلب على النفط الخام. كما أثرت زيادات الإنتاج الأخيرة من قبل أوبك+ سلبًا على الأسعار.
وارتفعت عقود خام برنت الآجلة بنسبة 0.2% إلى 62.95 دولارا للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الآجلة بنسبة 0.1% إلى 59.57 دولارا للبرميل.
وجاءت مكاسب النفط يوم الجمعة امتدادًا لارتفاع بأكثر من 3% يوم الخميس، حيث رحبت الأسواق بشكل كبير بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقة تجارية مع المملكة المتحدة.
وفي حين أن الصفقة التجارية مع المملكة المتحدة لها تداعيات اقتصادية محدودة بحد ذاتها، إلا أن المتداولين يأملون في إبرام المزيد من الصفقات التجارية في الأشهر المقبلة.
وقال وزير التجارة هوارد لوتنيك إن إدارة ترامب لديها "عشرات" من الصفقات التجارية المصطفة للشهر المقبل.
كما تشجعت معنويات المخاطرة بتصريح ترامب بأنه يمكن أن يخفض رسومه الجمركية البالغة 145% على الصين، خاصة إذا سارت المحادثات المقرر إجراؤها خلال عطلة نهاية الأسبوع بشكل جيد. وذكر تقرير لصحيفة نيويورك بوست أن ترامب سيخفض رسومه الجمركية على الصين إلى 50% الأسبوع المقبل.
ومع ذلك، تترقب الأسواق الآن مزيدًا من التقدم الواضح في تخفيف الرسوم الجمركية الأمريكية.
وارتفع الدولار بشكل حاد يوم الخميس بعد إعلانات ترامب، مما ضغط على أسعار النفط الخام ومجمل السلع الأساسية.
ويميل الدولار القوي إلى الضغط على أسعار السلع المقومة بالدولار. وكان الدولار الأمريكي قد انخفض إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات في أواخر أبريل وسط مخاوف متزايدة بشأن التداعيات الاقتصادية لسياسات ترامب.
ولا تزال هذه المخاوف قائمة، نظرًا لأن بكين لم تقدم حتى الآن سوى إشارات إيجابية قليلة بشأن محادثات التجارة المقبلة. كما أضافت مجموعة من القراءات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة إلى المخاوف بشأن تباطؤ الطلب، مع بيانات المخزون المتوسطة التي تم نشرها في وقت سابق من هذا الأسبوع والتي تشير إلى ضعف الطلب على الوقود في البلاد.
