وقام ماسك، الذي شارك في تأسيس شركة أوبن إيه آي في عام 2015، بمقاضاة الشركة في فبراير شباط، متهماً صانع تشات جي بي تي بالتخلي عن مهمته غير الربحية الأصلية من خلال حجز بعض من أكثر تقنيات الذكاء الاصطناعي تقدماً للعملاء من القطاع الخاص، ثم أسقط الدعوى القضائية في يونيو حزيران، دون تفسير، بعد أن نشرت شركة أوبن إيه آي رسائل بريد إلكتروني قديمة من ماسك تدور حول إنشاء أوبن إيه آي.
وقدمت الدعوى القضائية الجديدة، المرفوعة ضد شركة أوبن إيه آي وألتمان والمؤسس المشارك غريغوري بروكمان، الادعاءات نفسها، في حين تم رفع الدعوى القضائية الأولى في محكمة ولاية كاليفورنيا، تم رفع الدعوى الجديدة في محكمة فيدرالية في شمال كاليفورنيا ويبلغ عدد صفحاتها ضعف الدعوى الأصلية تقريباً، وعلى النقيض من الدعوى الأصلية، فإنها تتضمن ادعاءات بأن شركة أوبن إيه آي تشارك في نشاط ابتزازي.
قال محامي ماسك مارك توبيروف في بيان يوم الاثنين «هذه الدعوى القضائية تجعل المدعى عليهم مسؤولين عن تصريحاتهم الكاذبة لماسك والجمهور، الأمر يتعلق أكثر بكثير بشركة ناشئة بقيمة 100 مليار دولار، ومستقبل الذكاء الاصطناعي العام يكمن في التوازن».
تزعم الدعوى القضائية أن ماسك «خُون من قبل ألتمان وشركائه».
أدت أزمة القيادة في العام الماضي إلى إقالة ألتمان المفاجئة من منصبه كرئيس تنفيذي، تلا ذلك إعادة تعيينه بسرعة، ولكن هذه المرة مع حصول مايكروسوفت على مقعد غير مصوت في مجلس إدارة أوبن إيه آي، كما تمتلك شركة التكنولوجيا المخضرمة استثماراً بمليارات الدولارات في أوبن إيه آي.
وتخلت مايكروسوفت لاحقاً عن مقعدها كمراقب في يوليو تموز، بعد التدقيق التنظيمي من أوروبا وبريطانيا والولايات المتحدة.
تزعم الدعوى القضائية المكونة من 83 صفحة أن شراكة أوبن إيه آي مع مايكروسوفت «قلبت السرد» للمهمة الأصلية للشركة.
وقالت الدعوى القضائية «بالشراكة مع مايكروسوفت، أنشأ ألتمان شبكة غير شفافة من الشركات التابعة لـ أوبن إيه آي التي تعمل من أجل الربح، وانخرط في التعامل الذاتي المتفشي، واستولى على مجلس إدارة أوبن إيه آي، واستنزف بشكل منهجي من التكنولوجيا والعاملين غير الربحيين».
تواصلت شبكة «CNN» مع أوبن إيه آي للتعليق، ولكن في مارس آذار سخرت الشركة بسرعة من ادعاءات ماسك الأصلية، ووصفتها بأنها «غير متماسكة» و«تافهة» وجادلت في ملف محكمة بأن القضية يجب رفضها.
كما نشرت الشركة منشوراً على مدونة تضمن العديد من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بماسك من الأيام الأولى لـ أوبن إيه آي. يبدو أن رسائل البريد الإلكتروني تُظهر أن ماسك يعترف بالحاجة إلى أن تجني الشركة مبالغ كبيرة من المال لتمويل موارد الحوسبة اللازمة لتشغيل طموحات الذكاء الاصطناعي، والتي كانت على النقيض من الادعاءات في دعواه القضائية بأن أوبن إيه آي كانت تسعى إلى الربح بشكل خاطئ.
وأسقط محامو ماسك الدعوى القضائية دون تفسير بعد أن نشرت الشركة تلك الرسائل الإلكترونية.
ماسك ليس الوحيد الذي يحقق في أوبن إيه آي، إذ تحقق لجنة التجارة الفيدرالية في أوبن إيه آي بشأن الانتهاكات المحتملة لقانون حماية المستهلك، كما حققت لجنة الأوراق المالية والبورصة فيما إذا كان مستثمرو أوبن إيه آي قد تم تضليلهم، حسب ما ذكرت وكالة رويترز، وفي الأشهر الأخيرة خرج العديد من قادة السلامة البارزين في أوبن إيه آي من الشركة، إذ ادعى العديد منهم علناً أن الشركة أعطت الأولوية لطرح منتجات جديدة بسرعة على السلامة.
تزعم الدعوى القضائية الجديدة أن ألتمان وبروكمان «تلاعبا» بماسك ليشاركا في تأسيس أوبن إيه آي.
وقالت الدعوى القضائية «إن قضية إيلون ماسك ضد سام ألتمان وأوبن إيه آي هي قصة مدرسية عن الإيثار مقابل الجشع، لقد تعمد ألتمان بالتعاون مع المدعى عليهم الآخرين، التودد إلى ماسك وخداعه، مستغلاً قلق ماسك الإنساني بشأن المخاطر الوجودية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي».
وتسعى الدعوى القضائية إلى «إقامة ثقة بناءة في المكاسب غير المشروعة للمدعى عليهم والممتلكات والأصول التي يمكن إرجاعها إلى مساهمات ماسك الكبيرة في أوبن إيه آي» و«إصدار حكم قضائي بأن ترخيص أوبن إيه آي، لشركة مايكروسوفت باطل ولاغٍ».
(رميشا معروف – CNN)