حذر مالك "تويتر" الملياردير إيلون ماسك، من أنّ الذكاء الاصطناعي السيّىء البناء، يمكن أن تكون له آثار كارثية على البشرية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
منذ أن أثار تطبيق "تشات جي بي تي" الخاص بمنظمة OpenAI ضجة كبيرة في نوفمبر الماضي، حذر ماسك من أنّ ذلك قد يؤدي إلى أن يصبح الذكاء الاصطناعي أقوى من أن يتحكم فيه البشر.
وأطلق الملياردير الأميركي على جهوده الجديدة اسم TruthGPT، ووصفها بأنها نموذج ذكاء اصطناعي يبحث عن الحقيقة، من شأنه أن يفهم الكون يومًا ما.
ووفق أشخاص مطلعون، كافح ماسك لتحديد رؤية دقيقة لشركته الناشئة، وقالوا إنّ شركة "X.AI" تعتزم جمع الأموال النقدية في مرحلة ما من المستثمرين.
بعد أسبوعين من دمج "X.AI"، وقّع ماسك خطابًا مفتوحًا يدعو إلى التوقف لمدة 6 أشهر لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، أقوى من أحدث إصدار أصدرته شركة OpenAI والذي يُطلق عليه GPT-4.
وقال الأستاذ في جامعة كاليفورنيا ستيفن ويبر: "إنه يحمل هذه المعتقدات في وقت واحد: لا يمكن الاعتماد على البشر للتحكم حقًا في التكنولوجيا، وسوف تتقدم التكنولوجيا ويجب أن تتقدم وفقًا لرؤيته، أكثر من أيّ شخص آخر".
قال أشخاص مطلعون على الأمر إنّ "غوغل" تقود جهود إنشاء مختبر ذكاء اصطناعي، وبيّنوا أنّ ماسك اشترى أيضًا رقائق كمبيوتر قوية مماثلة لتلك المستخدمة في التكنولوجيا لدى "تشات جي بي تي".
استثمار في الأبحاث
وبحسب الصحيفة، تعود محاولات ماسك المتعثرة لتوجيه تطوير الذكاء الاصطناعي، إلى أكثر من عقد من الزمن.
وقال سابقًا إنه قام باستثمار مبكّر في DeepMind، التي تأسست عام 2010 لمراقبة أبحاث الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بدلًا من جني الأموال.
في أواخر عام 2013 ، أطلق ماسك عرضًا في اللحظة الأخيرة لشراء DeepMind - مختبر الذكاء الاصطناعي الرائد في ذلك الوقت.
أراد ماسك توجيه أبحاث المختبر، وأخبر زملاءه أنه لا يمكن الوثوق بالرئيس التنفيذي لشركة "غوغل" آنذاك لاري بيج، للإشراف على إنشاء ذكاء اصطناعي متقدم.
أصبح DeepMind عنصرًا مركزيًا في جهود "غوغل" لبث الذكاء الاصطناعي المتقدم في قوة البحث الخاصة به، وتم دمجه مؤخرًا مع وحدة ذكاء اصطناعي أخرى تسمى "برين".
كان اهتمام ماسك بشراء DeepMind غير رسمي، ولم يصل إلى مجلس إدارة الشركة، وفقًا للأشخاص المطلعين على المحادثات.
شارك ماسك في تأسيس شركة OpenAI بعد ذلك بعامين، مع الرئيس التنفيذي الحالي سام التمان.
تأسست المنظمة كمنظمة غير ربحية وتهدف إلى أن تكون بمثابة ثقل موازن لغوغل، بهدف تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة أكثر أمانًا وشفافية من الشركات التقنية الكبيرة.
عمل ماسك كمحور مالي للمشروع، ووعد بالتأكد من أنّ OpenAI قد تلقت بالكامل مبلغ المليار دولار من التمويل الذي وعد به الداعمون الأوائل.
وضع مالك "تويتر" جدولًا زمنيًا بحثيًا صارمًا لـ OpenAI، محذرًا من أنّ صدقية الشركة ستتعرض للخطر إذا لم تحقق اختراقًا كبيرًا بعد وقت قصير من إطلاقها.
توجهات ماسك الأخرى
في سبتمبر 2017، أخبر ماسك شقيقه كيمبال ماسك وداعمه المالي منذ فترة طويلة، أنه رأى OpenAI وNeuralink وهي شركة ناشئة أسسها لربط البشر بأجهزة الكمبيوتر من خلال غرسات الدماغ، تستحق المزيد من وقته.
وقالت الصحيفة سابقًا، إنه شعر بالإحباط بسبب ما رآه تقدمًا بطيئًا لشركة "أوبن إيه آي" ودفع لمزيد من السيطرة على الشركة.
وقال ماسك في مارس الماضي عبر تغريدة له على صفحته الشخصية في "تويتر"، إنه تبرع بنحو 100 مليون دولار لشركة "أوبن إيه آي" على الرغم من أنّ الأشخاص المطلعين على الرقم قالوا إنه ساهم بأقل من 50 مليون دولار.
وركز جهوده في مجال الذكاء الاصطناعي على"تسلا"، حيث أحرز تقدمًا في استخدام التكنولوجيا لتعزيز أنظمة مساعدة السائق، وأوضح أنّ الشركة المصنّعة للمركبات الكهربائية، ستبدأ في إدخال أسطول من الروبوتات بحلول عام 2020، وعرض روبوتًا بشريًا قال إنه سيحتوي على ضمانات لمنع الأخطاء من قبل الماكينة.
يقوم المنظمون بفحص برنامج السيارة لمساعدة السائق، بحثًا عن مشاكل تتعلق بالسلامة، حيث لم تطرح الشركة بعد الروبوتات الآلية التي تعتمد على نوع التكنولوجيا من دون سائق، التي بدأت في نشرها شركة Waymo الشقيقة لشركة "غوغل" وشركة Cruise LCC التابعة لشركة "جنرال موتورز".
أصبح ماسك أكثر انتقادًا بشكل علني لشركة OpenAI، بعد أن أصدرت الشركة "تشات جي بي تي" في الخريف الماضي، متهمًا الشركة بأنها "شركة ذات أرباح قصوى" تسيطر عليها "مايكروسوفت" وكتب على تويتر "ليس ما كنت أقصده على الإطلاق".
قال ألتمان إنّ شركة "أوبن إيه آي" تأخذ التزاماتها المتعلقة بالسلامة على محمل الجد.
بعد إصدار "تشات جي بي تي" قال ماسك على "تويتر"، إنه منع "أوبن إيه آي" من الوصول إلى خط أنابيب من بيانات "تويتر"، والتي يمكن أن تستخدمها المنظمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التي تشغل "تشات جي بي تي".
(ترجمات)