قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، إن طهران ستتعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة بناء على سياساتها، معتبراً الأسماء التي رشحها الرئيس المنتخب دونالد ترمب في إدارته الجديدة، تحمل "خصائص متطرفة" في دعم إسرائيل، حسبما نقلت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية.

وأوضح عراقجي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، أن بلاده تنتظر من الإدارة الأميركية الجديدة، أن تعلن سياستها وتعين أعضائها، مشيراً إلى أنها ستتخذ القرارات "في مستويات عليا" فيما يتعلق بالتعامل مع واشنطن.

وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "أهدافنا وسياساتنا واضحة وننتظر لنرى كيف سيتحركون وسنتصرف بناء على ذلك".

وتابع: "في الولاية الأولى لترمب، أتذكر أن مثل هؤلاء الأشخاص جاءوا، ولكن بعد فترة قصيرة تغير شخصان أو ثلاثة. ولعل من سمات إدارة ترمب السابقة أنه لم يكن هنالك شيء يمكن التنبؤ به، وكانت هناك تغييرات مستمرة جعلت العالم ينظر الى ترمب على أساس عدم الثقة تماماً".

واعتبر حسبما نقلت الوكالة، أنه "من السابق لأوانه" الحكم على كيفية التعامل مع الولايات المتحدة، وقال: "نحن ننتظر أن يعلنوا سياستهم لنتصرف وفقاً لها".

ونفى عراقجي خلال المقابلة "بصورة قاطعة" حدوث أي لقاء بين سفير ومندوب إيران الدائم في الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، وإيلون ماسك في مقر المنظمة الأممية.

وقال في هذا الصدد: "أنفي بشدة مثل هذا الأمر، ولا أرى أن هنالك تأخيراً كثيراً في تفنيد هذا الخبر، لأننا كنا نعتقد منذ البداية أن هذا الخبر لا يستحق الرد.

واعتبر وزير المسؤول الإيراني، أن هذه "الفبركة"، هي "لجس النبض لمعرفة وجود أو غياب مثل هذه الرغبة لدى إيران بعد مجيء الرئيس الأميركي الجديد".

برنامج طهران النووي

وبشأن الزيارة الأخيرة التي قام بها مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، إلى طهران ولقائه به، قال وزير الخارجية إن "سلوك طهران مع الوكالة هو سلوك مهني تماماً وعليه أن يقوم بواجباته في المجال الفني، وليس له الحق في الدخول إلى المجالات السياسية".

وأكد عراقجي أنه "طالما قامت الوكالة بواجبها المهني فسنتعاون معها"، وأضاف: "عندما التقيت بالسيد جروسي، فان أول ما قلته، هل رحلتك فنية أم سياسية؟ فقال إنه سؤال جيد وذو صلة، ثم أوضح أن الرحلة تقنية تماماً".

وتابع: "استناداً إلى معاهدة حظر الانتشار النووي وخطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)، هناك بعض القضايا محل خلاف بين الجانبين، وطالما أن جروسي يتحرك في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي، سنتعاون بشكل كامل مع الوكالة. نحن مازلنا عضواً ملتزماً في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وسنفي بكل التزام علينا في إطار هذه المعاهدة".

وأضاف وزير الخارجية الإيراني: "في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة، توقفت التزاماتنا منذ أمد، وكان ذلك رداً على انسحاب أميركا وعودة العقوبات، وعدم قدرة الدول الأوروبية على التعويض عن خروج أميركا من الاتفاق"، مشدداً على أن بلاده لم تنسحب من خطة العمل الشاملة المشتركة، "بل أوقفت التزاماتها بها".

وقال عراقجي: "بما أننا واثقون من أن برنامجنا النووي سلمي، فليس لدينا مشكلة في العمل مع وكالة الطاقة الذرية لإثبات سلميته، لكننا سنفعل في إطار التزاماتنا تجاه معاهدة حظر الانتشار النووي، ولن نفعل أبعد من ذلك".

وأضاف: "في كل مرة أصدروا قراراً، أبدينا نحن رد الفعل وكل المسؤولين يقولون، وأقولها مرة أخرى، إذا حدث هذا الأمر سنتخذ إجراءات جديدة ولن يكونوا سعداء بها بالتأكيد".

مفاوضات إيرانية أوروبية 

وأشار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى أن بلاده سعت في نيويورك لإطلاق المفاوضات النووية من جديد، وهي الخطوة التي رحبت بها الأطراف الأوروبية، مشيراً إلى وجود مفاوضات أخرى في مسقط بدأت مع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وهي مفاوضات غير مباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة عمانية".

وأوضح عراقجي أن طهران "قررت اتباع كلا المسارين للمفاوضات، لكنها واجهت التطورات في لبنان والأحداث التي وقعت ومن ثم توقفت بسبب ذلك".

وأشار عراقجي إلى احتمال استئناف المفاوضات مع الأطراف الأوروبية مرة أخرى قريباً، وأضاف: "لكن الحديث عن عملية المفاوضات في مسقط، متوقف لأنه يتعين علينا أن نرى ما هو النهج الذي ستتبعه الحكومة الأميركية الجديدة وسنتصرف وفقاً لذلك".

اتفاق نووي جديد

كما اعتبر بأن مطالب الأميركيين والأوروبيين "المبالغ بها"، وفق تعبيره، إضافة إلى عوامل أخرى، حالت دون إحياء الاتفاق النووي، وقال: "حتى الآن إذا بدأت المفاوضات النووية فإن خطة العمل الشاملة المشتركة لن تعود لها خصائصها السابقة، ولا يمكن إحياؤها بشكلها الحالي، ولكن يمكن استخدامها كمرجع ومصدر".

وأوضح عراقجي قائلاً: "إذا بدأت مفاوضات جديدة فإن الفرصة ستكون محدودة لأنه في أكتوبر 2025، سيكون نهاية قرار مجلس الأمن رقم 2231. عندما يتم حل ذلك القرار تلقائياً، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل ذلك، فسنواجه وضعاً حرجاً، لكنني لا أريد إصدار حكم بشأن العام المقبل وحتى الآن لا تزال هناك فرصة للتفاوض".

وأكد وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده "على استعداد تام للمفاوضات"، وتابع: " بشرط أن تكون هناك إرادة حقيقية من الجانب الآخر. إذا لم يكن هناك مثل هذه الإرادة لدى الجانب الآخر، فمن الطبيعي أن نتخذ طريقا آخر".