على أصداء جلسة عصيبة بالكونغرس الأميركي بحثت إمكانية حظر تطبيق تيك توك الشهير للفيديوهات القصيرة ظهرَ سؤال مهم، وهو: أين سيذهب مستخدمو التطبيق حال حظره داخل الولايات المتحدة؟
ولم يمهل المشرعون الأميركيون الرئيس التنفيذي لتيك توك شو زي تشيو كثيراً، إذ بادروا بالتأكيد على ضرورة حظر التطبيق داخل الولايات المتحدة، ولإظهار أهمية وخطورة خطوة مثل حظر تيك توك يجب توضيح أن الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك قال خلال الجلسة، إن هناك 150 مليون مستخدم نشط للتطبيق داخل أميركا.
الجواب عن السؤال: ربما إلى منصات التكنولوجيا الأميركية الكبيرة الأخرى.
وعلى مدار السنوات الأخيرة الماضية سعت منصات التواصل الاجتماعي الأميركية إلى نسخ مميزات تيك توك، ومن شأن هذا أن يسهّل على المستخدمين ومنشئي المحتوى الانتقال لها، وعلى سبيل المثال قدم إنستغرام أداة الفيديوهات القصيرة الخاصة به في عام 2020 تسمى ريلز، فيما يحتوي سناب شات على سبوت لابت ولدى يوتيوب شورتات وحتى سبوتيفاي لديه أداة فيديوهات قصيرة تشبه تيك توك.
«تيك توك» يطلق إعدادات جديدة لحماية المراهقينوقال محلل البيانات لدى شركة «مورننغ ستار» علي مغربي “من الواضح أنه حال الموافقة على الحظر وتنفيذه، فإن حصيلة المحتوى وعدد المستخدمين والتفاعل وعائدات الإعلانات لدى كل من سناب شات وإنستغرام ويوتيوب ستزيد بشكل ملحوظ”.
بعبارة أخرى فإن جهود واشنطن للقضاء على تيك توك بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي ستفيد في النهاية بعض شركات التكنولوجيا الأميركية، لكن هذا الأمر لا يخلو من سخرية القدر فبعض هذه الشركات تعرضت لتحقيقات من واشنطن لأسباب مختلفة مثل الاحتكار والتأثير الضار على المراهقين.
حتى وإن لم يقر الحظر، فلا يزال من الممكن أن تجني هذه الشركات بعض الفائدة، وقال مغربي «قد تدفع حالة الغموض هذه بعض منشئي المحتوى على تيك توك إلى دعوة جمهورهم إلى الهجرة إلى منصات التواصل الاجتماعي الأخرى».
وبالفعل تشهد شركة سناب شات إقبالاً متزايداً، وارتفع سهم سناب شات في الأيام التي سبقت جلسة استماع تيك توك أمام الكونغرس.
وخلال جلسة الاستماع بدا الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك منزعجاً من شكوك أعضاء الكونغرس في أمن بيانات المستخدمين الأميركيين، وكذلك مخاوفهم بشأن العلاقة بين الشركة الأم بايت دانس والحكومة الصينية، ويقع مقر بايت دانس (الشركة المالكة لتطبيق تيك توك) في بكين، ما يعني خضوعها لقوانين طلب البيانات الصينية؛ ما يعني أن بكين قد تطلب من الشركة تسليم بيانات المستخدمين الأميركيين.
وشهدت الجلسة هجوماً ضارياً على تيك توك منذ لحظاتها الأولى، إذ استهلت رئيسة لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب السيناتور كاثي مكموريس رودجرز الجلسة بإخبار شو أنه «يجب حظر منصتك»، وعلى المنوال نفسه قال رئيس مجلس النواب كيفين مكارثي إنه يدعم التشريع الذي يحظر تيك توك، وانضم لهما وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكين، مشدداً على أنه يجب القضاء على تيك توك بطريقة أو بأخرى.
من جانبه أوضح المحلل لدى شركة «أيه بي آي سيرش» ليان جي سو أنه في حالة الحظر فإن المستخدمين سيتبعون صانعي المحتوى المفضلين لديهم على تيك توك أينما ذهبوا، وتوقع سو أن يكون لكل من يوتيوب وسناب شات وإنستغرام الحصة الكُبرى من المستخدمين.
في الوقت الحالي قد يكون الحديث عن حظر تيك توك سابقاً لأوانه، وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قد هددت بحظر تيك توك في الولايات المتحدة ما لم يوافق مالكو التطبيق الصينيون على بيع حصتهم في منصة التواصل الشهيرة.
من جانبه قال السيناتور رجا كريشنامورثي لشبكة (CNN) «أشك بشدة في أن هذا التطبيق سينتهي»، مرجحاً أن الحل الأقرب هو البيع.
وفي حال بيع التطبيق فإن هذا سيعقّد الأمور لمنصات التواصل الاجتماعي الأميركية التي تعاني في الأساس من هجرة المستخدمين.
وقال مغربي “بالنسبة إلى سناب شات قد يؤدي ظهور تيك توك أميركي أكثر موثوقية إلى صعوبة بالغة في جذب المستخدمين، ناهيك عن إمكانية هجرة مستخدمي التطبيق إلى تيك توك”.
كتبت- سامانثا ميرفي كيلي (CNN)