قالت الولايات المتحدة في جلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الأربعاء، إن إسرائيل بحاجة إلى التعامل بشكل عاجل مع "الأوضاع الكارثية" التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة المحاصر والكف عن "مفاقمة المعاناة" بالحد من تسليم المساعدات.

وفي إشارة إلى تقارير عن الأوضاع المزرية في جنوب ووسط غزة، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد: "هذه الأوضاع الكارثية كانت متوقعة منذ أشهر، ومع ذلك، لم يتم التعامل معها.. يجب أن يتغير هذا.. والآن".

وأضافت في تصريح قوي: "ندعو إسرائيل إلى اتخاذ خطوات عاجلة لفعل ذلك"، فيما تطرقت إلى صدور أمر من إسرائيل مؤخراً للمدنيين في شمال غزة بالإخلاء مرة أخرى، قائلة إنهم "يجب أن يتمكنوا من العودة إلى المناطق السكنية لإعادة بنائها".

وأردفت توماس جرينفيلد: "يجب ألا يكون هناك تغيير في الطبيعة السكانية لقطاع غزة أو أراضيه، وهو ما يشمل أي إجراء من شأنه تقليص مساحة غزة".

وعقد مجلس الأمن المكون من 15 عضواً اجتماعاً بشأن الأزمة الإنسانية، وذلك بعد مرور عام على الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، ومنذ ذلك الحين، دمرت إسرائيل جزءاً كبيراً من القطاع ونزح ما يقرب من كامل سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون.

 "لا قيود"

بدوره، قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة، إن "مئات الآلاف يُدفعون مرة أخرى للانتقال إلى الجنوب، حيث الظروف المعيشية لا تطاق. مرة أخرى، يتأرجح سكان غزة على حافة مجاعة من صنع الإنسان".

وذكرت توماس جرينفيلد في هذا الإطار: "نحن بحاجة لأن نرى تقلص العقبات أمام تسليم المساعدات، لا زيادتها"، إذ تشكو الأمم المتحدة منذ فترة طويلة من العقبات التي تحول دون وصول المساعدات إلى غزة وتوزيعها منذ بدء الحرب.

من جانبها، قالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد إن إسرائيل "يجب أن تفعل المزيد" لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين وتمكين الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من العمل بأمان وفاعلية في غزة.

وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير: "هناك عرقلة لتسليم المساعدات الإنسانية، ويتعرض العاملون في المجال الإنساني للتهديد باستمرار".

بالمقابل، دافع سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون عن بلاده، نافياً فرض أي قيود على المساعدات الإنسانية، مع زعم بالموافقة على 82% من جميع الطلبات الخاصة بتنسيق الشؤون الإنسانية وتنفيذها، متهماً حركة "حماس" بتحويل مسار المساعدات عن أولئك الذين يحتاجون إليها في غزة.

وكانت "رويترز" ذكرت، الأسبوع الماضي، أن إمدادات الغذاء إلى غزة انخفضت بشدة في الأسابيع القليلة الماضية، لأن السلطات الإسرائيلية فرضت قواعد جمركية جديدة على بعض المساعدات الإنسانية، وخفضت بشكل منفصل المساعدات المرسلة بترتيب من بعض الشركات، كما لقي أكثر من 300 من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية حتفهم، معظمهم من موظفي الأونروا.