قالت السلطات الأمريكية، إن سمير عثمان الشيخ، الذي أشرف على سجن عدرا سيء السمعة في سوريا من عام 2005 إلى عام 2008 في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، وجهت له تهم من هيئة محلفين اتحادية كبرى بالتعذيب والتآمر لارتكاب التعذيب.
واعتقل المسؤولون الفيدراليون الرجل البالغ من العمر 72 عامًا في يوليو/ تموز في مطار لوس أنجلوس الدولي بتهمة الاحتيال في مجال الهجرة، وتحديدًا أنه نفى في طلبات الحصول على التأشيرة والجنسية الأمريكية أنه اضطهد أي شخص في سوريا، وفقًا لشكوى جنائية. وكان قد اشترى تذكرة طائرة ذهابًا وإيابًا لمغادرة مطار لوس أنجلوس الدولي في 10 يوليو/تموز، في طريقه إلى بيروت، لبنان.
ومن خلال منصبه كرئيس لسجن عدرا، يُزعم أن الشيخ أمر مرؤوسيه بإلحاق الألم الجسدي والعقلي الشديد بالسجناء وشارك بشكل مباشر في إلحاق الألم الجسدي والعقلي الشديد بالسجناء، وأمر السجناء بالذهاب إلى "جناح العقاب"، حيث تعرضوا للضرب وهم معلقون في السقف وأذرعهم ممدودة، وتعرضوا لجهاز يطوي أجسادهم إلى نصفين عند الخصر، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى كسور في العمود الفقري، وفقًا لمسؤولين فيدراليين.
وقالت محاميته نينا مارينو في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني: "ينفي موكلنا بشدة هذه الاتهامات الكاذبة ذات الدوافع السياسية"، ووصفت القضية بأنها "استخدام مضلل" للموارد الحكومية من قبل وزارة العدل الأمريكية من أجل "محاكمة مواطن أجنبي بسبب جرائم مزعومة وقعت في دولة أجنبية ضد مواطنين غير أمريكيين".
وقال مسؤولون إن الشيخ بدأ حياته المهنية بالعمل في مناصب قيادية بالشرطة قبل أن ينتقل إلى جهاز أمن الدولة السوري، الذي ركز على مكافحة المعارضة السياسية. أصبح فيما بعد رئيساً لسجن عدرا وعميداً في عام 2005. وفي عام 2011، تم تعيينه محافظاً لدير الزور، وهي منطقة شمال شرق العاصمة السورية دمشق، حيث كانت هناك حملات قمع عنيفة ضد المتظاهرين.
وتزعم لائحة الاتهام أن آل الشيخ هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 2020 وتقدم بطلب للحصول على الجنسية في عام 2023.
واتهمت السلطات الاميركية مسؤولين سوريين اثنين بإدارة سجن ومركز تعذيب في قاعدة المزة الجوية في العاصمة دمشق، وذلك في لائحة اتهام تم الكشف عنها، الاثنين، وكان من بين الضحايا سوريون وأمريكيون ومواطنون مزدوجون، من بينهم عاملة الإغاثة الأمريكية ليلى شويكاني البالغة من العمر 26 عامًا، وفقًا للمدعين العامين وفرقة العمل الطارئة السورية.
وقال المدعون الفيدراليون إنهم أصدروا أوامر اعتقال بحق المسؤولين اللذين ما زالا مطلقي السراح.
وقال المدير التنفيذي لفرقة العمل الطارئة السورية، معاذ مصطفى، ومقرها الولايات المتحدة: "إنها خطوة كبيرة نحو العدالة.. إن محاكمة سمير عثمان الشيخ ستؤكد من جديد أن الولايات المتحدة لن تسمح لمجرمي الحرب بالقدوم والعيش في الولايات المتحدة دون محاسبة، حتى لو لم يكن ضحاياهم مواطنين أمريكيين".
ويذكر أنه وفي حالة إدانة الشيخ، فإنه يواجه عقوبة قصوى بالسجن 20 عامًا بتهمة التآمر لارتكاب التعذيب بالإضافة إلى عقوبة قصوى تصل إلى 10 سنوات في السجن لكل من تهمتي الاحتيال في الهجرة.