وأعلنت شركة صناعة الرقائق الذكية، التي دعم سهمها مسيرة صعود السوق هذا العام، عن مبيعات تجاوزت 30 مليار دولار في الربع الثاني من السنة المالية، بزيادة 122 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي، وأكثر من 28.7 مليار دولار توقعها محللو وول ستريت.
وتضاعفت الأرباح خلال الربع (أبريل- يونيو) إلى أكثر من 16.6 مليار دولار، ارتفاعاً من توقعات المحللين البالغة 15 مليار دولار، بالإضافة إلى ذلك أعلنت الشركة عن مبيعات أفضل قليلاً من المتوقع للربع الحالي، وهي علامة مشجعة أخرى للمستثمرين.
ومع ذلك انخفضت أسهم إنفيديا بنسبة 5 في المئة في تداولات ما بعد ساعات العمل بعد صدور التقرير، فعلى الرغم من تفوق إنفيديا على توقعات وول ستريت في ما يتعلق بالأرباح والنتائج النهائية، بدا المستثمرون محبطين لأنها لم تتفوق بهامش أوسع.
إلى متى؟
ساعدت معالجات الذكاء الاصطناعي المتفردة من إنفيديا في تغذية طفرة تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع التكنولوجيا في وول ستريت، وارتفعت أسهم الشركة بنسبة مذهلة بلغت 154 في المئة هذا العام، وأكثر من 3 آلاف في المئة على مدى السنوات الخمس الماضية وذلك بفضل هوس الذكاء الاصطناعي، وتتجاوز القيمة السوقية للشركة الآن 3 تريليونات دولار، وهي واحدة من ثلاث شركات أميركية فقط حققت هذا الإنجاز.
ولكن بدأت تساؤلات في الظهور حول استدامة «الضجيج» حول الذكاء الاصطناعي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عدم اليقين بشأن ما إذا كانت التكنولوجيا ستسهم في صافي أرباح شركات التكنولوجيا العملاقة، ومتى سيحدث ذلك؟
وبالطبع لا يمكن لأي شركة الاستمرار في النمو بهذه السرعة إلّا لفترة محدودة.
وأسهمت الشائعات حول التأخيرات المحتملة في توريد أحدث شرائح الذكاء الاصطناعي للشركة، «بلاكويل»، في زيادة المخاوف، ولكن المسؤولين التنفيذيين قالوا خلال مكالمة الأرباح، ليلة أمس الأربعاء، «إن إنفيديا لا تزال تتوقع البدء في جني الإيرادات من بيع بلاكويل في هذه السنة المالية».
يقول توماس مونتيرو، كبير المحللين في إنفستينغ دوت كوم، في رسالة بالبريد الإلكتروني، «تشير الأرقام إلى أن ثورة الذكاء الاصطناعي لا تزال مستمرة، لكن هناك علامات تحذيرية صغيرة متعددة ظهرت في موسم تقارير الأرباح الحالي».
ولكن الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، جينسن هوانغ، قال في مقابلة مع بلومبرغ، أمس الأربعاء، إنه في حين أن الطلب على شرائح بلاكويل يتجاوز بكثير العرض، فإننا «سنكون قادرين على زيادة الإنتاج بدءاً من الربع الرابع في 2024 لتلبية هذا الطلب».
وقال محلل التكنولوجيا في إي- ماركتير، جاكوب بورن، في بيان عبر البريد الإلكتروني: «تستمر الشركة في الاستفادة من استراتيجيات الاستثمار القوية في الذكاء الاصطناعي من قبل شركات التكنولوجيا الكبرى، ما يدفع الطلب الهائل على رقائق إنفيديا».
وفي تقارير أرباحها الخاصة في وقت سابق من هذا الشهر، أشارت كل من غوغل ومايكروسوفت وميتا إلى أنها ستزيد إنفاقها على الذكاء الاصطناعي.
وعلى الرغم من المخاوف بشأن تأخير توريدات بلاكويل المحتملة، تقدر شركة الأبحاث ثيرد بريدج أن من 60 في المئة إلى 70 في المئة من جهود تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في الشركات الضخمة مثل مايكروسوفت وغوغل سيتم باستخدام شرائح إنفيديا الجديدة بحلول نهاية العام المقبل، وفقاً للمحلل لوكاس كيه.
ودافع الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا جينسن هوانغ عن أداء الشركة خلال مكالمة مع المحللين، أمس الأربعاء بعد التقرير، مذكراً إياهم بأن شرائح الشركة لا تعمل فقط على تشغيل روبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ولكن أيضاً يُعتمد عليها في أنظمة الروبوتات، واستهداف الإعلانات للمستهلكين، ومحركات البحث، وخوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي، يقول هوانغ «إن المستثمرين في إنفيديا يحصلون على عوائد كل هذه الأنشطة على الفور»، مضيفاً «في المستقبل، سيكون لدى كل مركز بيانات وحدات معالجة الرسوم»، وهي الرقائق التي اشتهرت بها إنفيديا.
وتؤثر أسهم إنفيديا على أداء السوق بأكمله بفضل وزن الشركة الضخم، الذي يبلغ نحو 7 في المئة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، وكتبت مجموعة بيسبوك للاستثمارات، في مذكرة أمس الأربعاء أن «تقرير أرباح الشركة أصبح الحدث المالي الأكثر أهمية في العالم».