يسعى العراق إلى تقليص الفجوة الحاصلةفي ملف الأبنية المدرسية من خلال إطلاق مشاريع عديدة لإنشاء مباني مدرسية في عموم البلاد،فيما تؤكد وزارة التربية أن "ملف الأبنية المدرسية على رأس أولوياتها، وهي ماضيةبتقليل حدة الضغط بنقص المدارس والاكتظاظ في داخل الصفوف".
ويقول المتحدث باسم الوزارة، كريم السيد، لوكالةشفق نيوز، إن "وزارة التربية تركز بشكل أساسي على ملف الأبنية المدرسية، واعتبرتالعام الماضي هو عام الأبنية المدرسية، ومع التوسع السكاني هناك حاجة أكبر في هذا الجانب".
وعن أعمال الوزارة للتخلص من المدارس الكرفانيةوترميم المدارس المتهالكة، يشير السيد إلى أن "هناك نحو ألف مدرسة كرفانية، ووضعتالوزارة أولوية توزيع المدارس الجديدة بالقرب منها لتكون بديلة عنها، ومن المتوقع التخلصتماماً من هذه الحالة خلال العامين المقبلين".
ويضيف، "أما ملف ترميم المدارس، فقد تم ترميمأكثر من ألفي مدرسة، كما هناك حملات منها حملة (مدرستي أجمل) لترميم المدارس، وهناكتقدم كبير في هذا الجانب".
ويحتاج العراق إلى إنشاء 8 إلى 10 آلاف مدرسة لسدالعجز الحاصل في الأبنية المدرسية التي بسببها لجأت بعض المدارس إلى تطبيق الدوام المزدوجوحتى الثلاثي، "فيما يضم الصف الواحد أحياناً ثمانون طالباً"، بحسب عضو لجنةالتربية في مجلس النواب العراقي، جواد الغزالي.
ويؤكد الغزالي لوكالة شفق نيوز، أن "المؤسسةالتربوية مهمة، لذلك جميع دول العالم تعطيها الأولوية في التخصيصات المالية، لكن فيالعراق يلاحظ هناك قلة في التخصيصات المالية للقطاع التربوي لبناء المدارس في عمومالبلاد، ما يتطلب التفات الحكومة العراقية لوزارة التربية التي لم تحصل على مخصصاتهاالمالية إلا بحدود 10% ما تسبب بإعاقة عملها".
ويوضح النائب عن محافظة النجف، أن "المدارسفي العراق متهالكة، وتعد محافظة النجف من أكثر المحافظات التي تعاني من نقص الأبنيةالمدرسية"، مبيناً أن "العراق بحاجة إلى 8 آلاف مدرسة في ظل التعداد السكانيالأخير الذي كشف عن ارتفاع في نفوس العراق".
وتؤكد وزارة التخطيط العراقية والأمانة العامة لمجلسالوزراء العراقي، أن الحاجة للأبنية المدرسية لم تعد كما كانت قبل سنتين، بعد إنجازأعداد كبيرة من المدارس ودخولها الخدمة، فيما ستساهم نتائج التعداد السكاني بتوجيهمسارات المشاريع التنموية بما يتعلق ببناء المدارس للحد من ظاهرة الاختناقات في الأبنيةالمدرسية.
ويقول المتحدث باسم وزارة التخطيط العراقية، عبدالزهرة الهنداوي، إن "النتائج التفصيلية والأساسية للتعداد العام للسكان والمساكنالذي جرى نهاية عام 2024 لم يتم التوصل إليها لحد الآن، وسيتم الإعلان عن النتائج التفصيليةللتعداد عبر مؤتمر في 24 شباط المقبل في بغداد، والذي سيتضمن نتائج قطاعات التربيةوالتعليم والصحة والخدمات والسكن وغير ذلك".
ويوضح الهنداوي لوكالة شفق نيوز، "وبناءً علىما سيتم التوصل إليه من معطيات وبيانات تتعلق بقطاع التربية والتعليم، فهذه ستكون مهمةللخطط وبتوجيه مسارات المشاريع التنموية الخاصة بقطاع التربية والتعليم بما يتعلق ببناءالمدارس".
ويؤكد، أن "العراق يشهد عملاً كبيراً لإنشاءالمباني المدرسية في كل المحافظات وفقاً للحاجة، وتم إنجاز الكثير من المدارس سواءفي ضوء الاتفاق الإطاري العراقي الصيني، أو ما يتعلق ببرنامج تنمية الأقاليم، أو البرنامجالاستثماري لوزارة التربية، أو حتى ضمن مشروع إعادة إعمار المناطق المتضررة، وصندوقإعمار ذي قار وغيرها من الصناديق، منها صندوق المناطق الأشد فقراً".
ويشير إلى أن "فجوة الحاجة إلى المدارس تقلصتكثيراً، فلم تعد الحاجة كما كانت قبل سنتين، وذلك بعد إنجاز الكثير من المباني المدرسيةوإدخالها إلى الخدمة، والتي أسهمت في تقليص الفجوة، والعمل مستمر لإنشاء المزيد منالمدارس لفك الاختناقات والقضاء على الدوام المزدوج والمدارس الكرفانية وغيرها من المظاهرالتي كانت تشوب قطاع التربية في عموم العراق".
وهذا ما يؤكد عليه أيضاً المتحدث باسم الأمانة العامةلمجلس الوزراء، حيدر مجيد، بقوله إن "ملف الأبنية المدرسية واحد من أهم أولوياتالبرنامج الحكومي وهناك اهتمام استثنائي من رئيس مجلس الوزراء به، ويمكن القول إن العامالماضي والحالي شهد إنجاز عدد كبير من الأبنية المدرسية".
ويوضح مجيد لوكالة شفق نيوز، أن "مشروع ألفمدرسة تم إنجاز 970 مدرسة منه، والمتبقي30 مدرسة فقط، وهذه ستكتمل في منتصف شهر شباط المقبل، لذلك تم إنجاز المرحلة الأولىمن الخطة، وبانتظار توجيه اللجنة العليا لبناء المدارس التي ستقرر موعد انطلاق المرحلةالثانية والمناطق المستهدفة وأعداد الأبنية المطلوب إنشاءها".
ويضيف، "كما هناك مشاريع تنمية الأقاليم، حيثلدى كل محافظة خطة سنوية لإنشاء أبنية مدرسية في كل الوحدات الإدارية لكل المحافظات،بالإضافة إلى ذلك، هناك مشروع وزارة التربية رقم واحد الذي كان متلكئاً منذ عام2010، لكن كان هناك دور كبير للأمانة العامة لمجلس الوزراء بتحريك هذا الملف وحل مايقارب من 7 إلى 9 مشكلات كانت تواجهه بين فنية وقانونية ومالية، وتم إنجاز أكثر من400 مدرسة منه لغاية الآن".
ويتابع، "كما هناك مشروع (إيدوبا) الذي وجهبه رئيس الوزراء عبر صندوق العراق للتنمية، وهذا المشروع سيكون على مراحل، وأن وزارةالتربية في طور استلام المواقع من قبل مديريات تربية المحافظات لغرض المباشرة بالمرحلةالأولى من هذا المشروع".
ويبين، أن "مشروع الأبنية المدرسية النموذجيهو المشروع الأول في العراق الذي يُنجز قبل توقيتاته الزمنية المحددة، والذي كان بإشرافمباشر من قبل الأمانة العامة لمجلس الوزراء عبر دائرة المشاريع الوطنية والأبنية المدرسية".
ويلفت مجيد في ختام حديثه إلى أن "العراق بحاجةمن 8 إلى 10 آلاف مدرسة حسب وزارة التخطيط، ومشروع الأبنية المدرسية النموذجية ساهمفي الحد بشكل كبير من الدوام الثلاثي والمزدوج والمدارس الكرفانية، وكل ما سبق يأتيفي سبيل الحد من ظاهرة الاختناقات في الأبنية المدرسية".