أطلقت اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، الجمعة، إعلاناً يستهدف مرشحة حزب الخضر للرئاسة جيل ستاين، في وقت يشعر فيه الديمقراطيون بقلق متزايد من أن ترشيحها قد يستنزف الأصوات بعيداً عن كامالا هاريس، التي يتنافس معها المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب بضراوة، وخاصة في ولاية ميشيجان التي تضم أكبر كتلة من العرب والمسلمين.

ومن المقرر عرض الإعلان على شاشات التلفزيون في ثلاث ولايات متأرجحة هي ميشيجان وبنسلفانيا وويسكونسن، وعلى قنوات الكابل على المستوى الوطني، وفقاً لبيان صحافي.

ويتضمن الإعلان رسائل مباشرة تستهدف المرشحين (ترمب وستاين) إذ تتحول صورة ستاين ببطء إلى ترمب، بينما يسلط الراوي الضوء على ثناء ترمب على ستاين، ونيتها المعلنة لضمان خسارة هاريس".

ويقول الإعلان: "التصويت لستاين، هو في الحقيقة تصويت لترمب".

ويظهر في الإعلان ترمب وهو يقول في تجمع حاشد في فيلادلفيا في يونيو: "جيل ستاين؟ أنا أحبها كثيراً؛ لأنها تأخذ منهم 100%"، يعني تسحب أصوات منهم.

وتؤكد ستاين أنها لا تلعب دور المفسد، وأنها تعطي صوتاً للناخبين الساخطين على أي من الحزبين.

وقالت ماري بيث كاهيل، المستشارة البارزة في الحزب الديمقراطي، في بيان، الجمعة: "لا يمكن لجيل ستاين الفوز بالرئاسة، لكنها ستساعد في تحديد من سيفوز".

وأضافت: "يعلم ترمب أنها مفتاحه إلى البيت الأبيض، ولهذا السبب أشاد بترشحها المفسد، ولماذا يعمل حلفاؤه في MAGA على دعم حملتها".

وذكرت ستاين الأحد الماضي، لـ"رويترز" بعد مسيرة حضرها نحو 100 شخص في ضاحية ديربورن بولاية ديترويت، بأن "الديمقراطيين إذا خسروا أصوات الأميركيين المسلمين والعرب، سيخسرون ما يكفي من الولايات المتأرجحة بحيث لا يفوزون، ولا يمكنهم الفوز".

وعند سؤالها عن دورها المحتمل "كمخربة"، إذ ستسحب الأصوات من هاريس، وتساعد بذلك ترمب، ذكرت "أن فوز ترمب بولاية أخرى سيكون أمراً مروعاً، وكذلك الحال سيكون عند حكم الديمقراطيين لأربعة أعوام أخرى، بالنظر لارتفاع تكاليف الإيجار والحربين في غزة ولبنان والهجمات على الحريات المدنية".

تأثير ستاين 

ويلقي كثيرون باللوم على جيل ستاين في خسارة المرشحة الديمقراطية في انتخابات 2016 هيلاري كلينتون للانتخابات أمام دونالد ترمب، إذ تسببت في خسارتها في ولايات حاسمة، فاز فيها ترمب بفارق ضئيل، أقل من الأصوات التي حصلت عليها.

وتهدد ستاين فرص هاريس في ولاية ميشيجان التي تضم أكبر جالية عربية ومسلمة ناقمة على تعامل إدارة جو بايدن مع حرب غزة، ودعمه لإسرائيل وأظهر استطلاع أن نسبة كبيرة منهم تخطط للتصويت لجيل ستاين.

وتظهر استطلاعات الرأي أن هاريس ومنافسها ترمب سيخوضان سباقاً محتدماً، وأن ستاين تحظى بـ1% فقط من الدعم على مستوى البلاد، وهي النسبة نفسها التي حصلت عليها في 2016.

وعرض حلفاء ترمب الجمهوريون المساعدة في حملة ستاين، كما تواصل سكوت بريسلر، وهو ناشط محافظ مشارك في جهود حث الناخبين على التصويت، مع ستاين وكورنيل ويست، وهو مرشح آخر من حزب ثالث، وعرض المساعدة في جمع التوقيعات لوضعهم على ورقة الاقتراع.

وجند الديمقراطيون جيشاً من المحامين لفحص جهود الوصول إلى بطاقات الاقتراع التي تبذلها ستاين، ومرشحون آخرون من حزب ثالث.

وحظيت ستاين مؤخراً بتأييد بعض الجماعات المؤيدة للفلسطينيين، كما حذرت تلك المجموعة من أن الناخبين المسلمين، وهم كتلة تصويتية كبيرة في ميشيجان، وهي ولاية متأرجحة رئيسية، سوف يبتعدون عن هاريس ما لم "تغير مسارها بشكل هادف" بشأن سياستها تجاه الحرب في غزة.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الشهر الماضي، أن ستاين طلبت المساعدة من مجموعة استشارية تعمل مع الحملات الجمهورية، بالإضافة إلى العديد من المحامين الذين مثلوا ترمب أو جهوده لقلب نتائج انتخابات 2020.