بالنسبة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، كان عام 2023 عامًا من البدايات والنهايات، مع بعض البحث عن الذات بينهما، وفق شبكة "abcnews" الأميركية.

في ما يلي نظرة على بعض أكبر التغيرات التي شهدها عالم وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2023، وما يجب انتظاره في العام المقبل.

"إكس" بدل "تويتر"

منذ أكثر من عام بقليل، دخل إيلون ماسك إلى المقر الرئيسيّ لشركة "تويتر" في سان فرانسيسكو، وقام بطرد مديرها التنفيذيّ وغيره من كبار المسؤولين التنفيذيّين، وبدأ في تحويل منصة التواصل الاجتماعيّ إلى ما يُعرف الآن باسم "إكس".

وقالت محللة وسائل التواصل الاجتماعيّ في شركة Insider Intelligence جاسمين إنبيرغ: "لقد واجهت (تويتر) الكثير من المشكلات حتى قبل أن يتولى ماسك المسؤولية عنها، لكنها كانت علامة تجارية محبوبة، ولها دور واضح في مشهد وسائل التواصل الاجتماعي".

منذ استحواذ ماسك على الشركة، تعرضت "إكس" لوابل من ادعاءات المعلومات المضللة والعنصرية، وتكبّدت خسائر إعلانية كبيرة وعانت نخفاضًا في الاستخدام.

البحث عن بديل

عندما بدأ عشرات الآلاف من الأشخاص من مستخدمي "تويتر" سابقًا، الاشتراك في تطبيق "بلوسكاي" (الذي لا يزال) متاحًا للدعوة فقط، كان لدى التطبيق أقل من 10 أشخاص يعملون عليه، حسبما قال الرئيس التنفيذيّ جاي غرابر مؤخرًا.

وفي ديسمبر ، أعلن الرئيس التنفيذيّ لشركة "ميتا" مارك زوكربيرغ، في خطوة مفاجئة، أنّ الشركة كانت تختبر قابلية التشغيل البيني - وهي الفكرة التي أيدتها شركتا "ماستودون" و"بلوسكاي" وغيرها من الشبكات الاجتماعية اللامركزية، والتي تنص على أنه يجب أن يكون الأشخاص قادرين على استخدام حساباتهم على منصات مختلفة بواسطة عنوان البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف.

وبعد إعلان مارك زوكربيرغ "ميتافيرس"، ها هو يبدي شغفه بـ"فيديفرس Fediverse"، إذ سيدمج شبكته الاجتماعية الجديدة "ثريدس" تدريجيًا في هذا المجال.

وفي حين أنّ موقع التواصل الاجتماعيّ "فيسبوك "كان يعمل دائمًا في محيط مغلق، فإنّ "فيديفرس" في الواقع تمّ بناؤه بطريقة متعارضة تمامًا.

والفكرة هي أنّ مستخدم الشبكة (أ) يمكنه التفاعل مع مستخدم الشبكة (ب) من دون التسجيل في الأخيرة. ومن هنا جاء اسم "فيديفرس"، وهو اختصار لعبارة "الاتحاد الكوني".

وهذا يتطلب الاتفاق على معايير فنية مشتركة. ولكن وراء ذلك، هناك فوائد هائلة: حيث يمكن لمستخدمي الشبكة التواصل بسهولة والرجوع إلى ما يتمّ نشره على المنصات المنافسة.


التأثير على الأطفال

في مايو الماضي، تم الحديث عن عدم وجود أدلة كافية لإثبات أنّ وسائل التواصل الاجتماعيّ آمنة للأطفال والمراهقين، ودعا الجراح العام الأميركيّ شركات التكنولوجيا والآباء ومقدمي الرعاية إلى اتخاذ "إجراءات فورية لحماية الأطفال الآن".

في نوفمبر الماضي، أدلى المدير الهندسيّ السابق في "ميتا" أرتورو بيجار، بشهادته أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ حول وسائل التواصل الاجتماعيّ وأزمة الصحة العقلية للمراهقين، على أمل تسليط الضوء على كيفية علم المديرين التنفيذيّين في "ميتا" بما فيهم زوكربيرغ، بالأضرار التي يسببها "إنستغرام" ولكنهم اختاروا عدم القيام بذلك.

وكشفت الشركة عن جيش من روبوتات الذكاء الاصطناعي، مع مشاهير مثل سنوب دوغ وباريس هيلتون، الذين أعاروا وجوههم لاستخدامها، والتي يمكن لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعيّ التفاعل معها.

وأكد زوكربيرغ: "سيعمل الذكاء الاصطناعيّ على تعميق اعتماد المستخدمين والمعلنين وعلاقتهم بوسائل التواصل الاجتماعي، لكنّ تنفيذه لن يكون سلسًا تمامًا مع تكثيف التدقيق الاستهلاكيّ والتنظيمي".

ومع اقتراب موعد الانتخابات الكبرى في الولايات المتحدة والهند ودول أخرى، سيظل دور الذكاء الاصطناعيّ ووسائل التواصل الاجتماعيّ في نشر المعلومات المضلّلة في مقدمة اهتمامات مراقبي هذه الوسائل.

(ترجمات)