تستقطب سياسات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المثيرة للجدل اهتمام المستثمرين الدوليين وتثير مخاوفهم، وتدفع بمزيد من التساؤلات حول تأثيرها على مستقبل الأسواق العالمية.

مع تصاعد الحمائية التجارية واضطراب أسواق المال الأميركية، تتجه الأنظار إلى عديد من الوجهات الأخرى، من بينها المملكة المتحدة، كوجهة محتملة لرأس المال الباحث عن الاستقرار.. فهل يمكن أن تصبح لندن ملاذاً مالياً بديلاً؟

مساعد رئيس تحرير صحيفة "ديلي تلغراف"، جيريمي وارنر، يقول في مقال له بالصحيفة ذاتها تحت عنوان "هل يمكن أن تصبح المملكة المتحدة مستفيداً مالياً مفاجئاً من فوضى ترامب؟" إن ""فقدان المستثمرين الدوليين للثقة في قوة الدولار قد يدفعهم للبحث عن بدائل، والجنيه الإسترليني قد يكون خياراً جيداً".

لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن:

  • هذا الطرح قد يبدو غريباً بالنظر إلى الرواية المتشائمة التي تخيم على الاقتصاد البريطاني منذ بريكست، بل إن التوقعات لا تشير حتى إلى أي بوادر تحسن.
  • على العكس، تسير الأمور نحو مزيد من التراجع، إذ من المتوقع أن تخفض "هيئة مسؤولية الميزانية" توقعاتها للنمو هذا العام إلى 1 بالمئة فقط في بيان الربيع يوم الأربعاء.
  • كما أن المالية العامة تعاني من تدهور متزايد، مما يجبر وزيرة الخزانة، راشيل ريفز، على البحث عن أكثر من 10 مليارات جنيه إسترليني من التخفيضات الإضافية في الإنفاق للبقاء ضمن قواعدها المالية.
  • إذا كان النمو قد تعثر، فإن التضخم في المقابل يشهد ارتفاعاً، ما يخلق بيئة ركودية تضخمية كلاسيكية تضع بنك إنجلترا في مأزق بشأن الاتجاه الذي يجب أن يسلكه فيما يتعلق بأسعار الفائدة.
  • قد يلجأ صناع السياسة إلى خفض الفائدة إذا نظروا فقط إلى آفاق النمو، لكنهم سيرفعونها إذا ركزوا على التضخم، حيث تميل الضغوط الفورية إلى الارتفاع بقوة.
  • لا شك أن التوقعات الجديدة للنمو ستثير جدلًا حادًا حول ما إذا كانت العوامل الدولية أم سياسات الحكومة البريطانية هي السبب وراء هذا الوضع الاقتصادي الكئيب.

ويشدد على أن "العوامل الدولية"، وعلى رأسها المخاوف من مزيد من التشرذم في الاقتصاد العالمي نتيجة الحرب التجارية التي يخوضها ترامب، تلقي أيضاً بظلال ثقيلة على المشهد الاقتصادي.