تواجه شركة بوينغ منعطفاً حاسماً في مسيرتها، بعد سلسلة من التحديات التي هزت مكانتها في صناعة الطيران والدفاع. فمن الإضرابات العمالية التي أضرت بإنتاجها، إلى القضايا القانونية التي أُعيد فتحها بشأن حوادث طائرات 737 ماكس، ظلت الشركة في دائرة الأزمات، مما انعكس سلباً على ثقة المستثمرين وأداء أسهمها في الأسواق المالية.

يأتي العقد الجديد، الذي منحته الإدارة الأميركية لبوينغ ليمنحها فرصة ذهبية لإعادة تموضعها في قطاع الصناعات الدفاعية. فتصنيع المقاتلة المتطورة F-47، التي وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها "الأكثر فتكاً على الإطلاق"، وبينما يعزز فقط قدرات الجيش الأميركي، فإنه في الوقت نفسه يرسخ أيضاً موقع بوينغ كمنافس رئيسي في سوق الطائرات القتالية، خاصة أمام غريمتها التقليدية لوكهيد مارتن.

ورغم تلك الخطوة الإيجابية في مسار الشركة التي عانت سلسلة متصلة من المشكلات، إلا أن المحللين يتبنون تفاؤلاً حذراً، حيث ستعتمد قدرة الشركة على تحويل هذه الفرصة إلى نقطة انطلاق فعلية على مدى نجاحها في تنفيذ العقد بكفاءة ودقة، فضلاً عن إدارتها للتحديات التشغيلية والقانونية التي لا تزال تلقي بظلالها على مستقبلها.

  • كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد منح شركة بوينغ عقداً بمليارات الدولارات لبناء الطائرة المقاتلة الأكثر تقدماً في القوات الجوية الأميركية.
  • وصف ترامب الطائرة الشبحية عالية السرعة، التي أطلق عليها اسم إف-47، بأنها "الطائرة الأكثر فتكاً على الإطلاق".
  • أعلن ترامب في البيت الأبيض أن الطائرة الجديدة ستحل محل طائرة إف-22 التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن.
  • يشير تقرير لـ "بي بي سي" إلى أن صفقة بوينع تمثل هزيمة لمنافستها شركة لوكهيد مارتن، التي تم إقصاؤها مؤخراً من منافسة منفصلة لبناء طائرة من الجيل التالي للبحرية الأميركية.

وتقول صحيفة "الغارديان" البريطانية إنه بالنسبة لشركة بوينغ، يُمثل هذا الفوز نقلة نوعية في مسيرتها، بعد أن عانت من صعوبات في قطاعيها التجاري والدفاعي. كما يُمثل دفعة قوية لأعمالها في إنتاج الطائرات المقاتلة.

ويشير التقرير إلى أن العمليات التجارية لشركة بوينغ كانت قد واجهت صعوبات في محاولتها استعادة إنتاج طائراتها الأكثر مبيعا من طراز 737 ماكس إلى أقصى سرعة، في حين تأثرت عملياتها الدفاعية بالعقود ضعيفة الأداء لطائرات التزود بالوقود في الجو والطائرات بدون طيار وطائرات التدريب.