حثت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الحاضرين خلال تجمع انتخابي داخل إحدى الكنائس في أتلانتا، الأحد، على رفض المرشحين الذين "ينشرون الكراهية والانقسام"، وذلك في سعيها إلى حشد الناخبين من أصل إفريقي في المرحلة الأخيرة من حملتها الرئاسية قبل انطلاق السباق إلى البيت الأبيض في 5 نوفمبر المقبل.

وبحسب تقرير لـ"بلومبرغ"، قالت المرشحة الديمقراطية خلال حديثها إلى حشد من الناخبين الأميركيين من أصل إفريقي في ولاية جورجيا: "ما نراه هو أن بعض الأشخاص يحاولون تعميق الانقسامات بيننا، ونشر الكراهية، وزرع الخوف، وإحداث الفوضى"، وذلك من دون تسمية منافسها في الانتخابات، الرئيس السابق دونالد ترمب.

وأضافت كامالا هاريس أثناء الحديث الذي جرى في كنيسة "نيو بيرث" المعمدانية بمدينة ستونكريست، أن هذه الانتخابات يجب أن تتمحور بشكل أكبر حول أفكار المرشحين الداخلية، وليس مجرد الشخصيات.

وتبدو فرص المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي في جورجيا، تعتمد جزئياً على مدى قدرتها على جذب الناخبين من أصل إفريقي في الولاية، والذين يمثلون ثلث الناخبين المؤهلين فيها، وهي واحدة من أعلى النسب في البلاد، وفقاً لتحليل أجراه مركز "بيو" للأبحاث.

"قلق ديمقراطي"

"بلومبرغ" لفتت إلى أن ترمب كثَّف جهوده للتواصل مع الناخبين الأميركيين من أصل إفريقي في هذه الدورة الانتخابية، سعياً إلى الحصول على الدعم من هذه الكتلة الديمقراطية الرئيسية على أمل تغيير التوازن في الولايات المتأرجحة مثل جورجيا، فيما أعرب الديمقراطيون عن قلقهم من أن هاريس، التي تسعى إلى أن تكون أول رئيسة في تاريخ الولايات المتحدة، لا تحقق أداءً جيداً بين الرجال من أصل إفريقي.

وفي مقابلة مع شبكة Fox News، قال حاكم ولاية ماريلاند ويس مور: "هناك شكوكاً طبيعية لدى الكثير من الناخبين من أصول إفريقية، وهي ليست بالضرورة بشأن نائبة الرئيس أو الحزب الديمقراطي نفسه، لكنها تتعلق بوتيرة التقدم في الولايات المتحدة بشكل عام".

وذكر مور طرح هاريس لبعض المواقف السياسية حول الأجور والثروة الأسبوع الماضي، والتي استهدفت الرجال من أصل إفريقي، باعتباره مهماً لتعزيز موقفها بين هذه الفئة.

كما نقلت "بلومبرغ" عن حكام 3 ولايات في "الجدار الأزرق"، والتي يُنظر إليها على أنها مفتاح فوز الديمقراطيين، وهي بنسلفانيا وميشيجان وويسكونسن، خلال مشاركتهم في برنامج "هذا الأسبوع" على قناة ABC، أن "جهود حث الناخبين على التصويت ستكون أساسية في المرحلة النهائية من الحملة".

وقالت حاكمة ميشيجان جريتشن ويتمر: "أوافق على أن النتيجة ستكون متقاربة، لكننا لن نفترض أي شيء حول مَن سيفوز".

من جانبه، اعترف الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الذي سينضم إلى هاريس خلال جولتها في ولاية جورجيا هذا الأسبوع، بقلق الناخبين في تصريحاته من لاس فيجاس السبت، وذلك في محاولة منه لجذب الناخبين في ولاية أخرى مهمة، إذ قال: "أتفهم سبب بحث الناس عن بعض التغيير في الأوضاع، لكن ما لا أستطيع فهمه هو لماذا يعتقد أي شخص أن دونالد ترمب سيغير الأوضاع بطريقة جيدة بالنسبة لكم، لأنه لا يوجد أي دليل على أن هذا الرجل يفكر في أي شخص آخر سوى نفسه".

"أعداد تاريخية"

تسعى هاريس إلى حشد الناخبين في أتلانتا لمواجهة قوة ترمب في المقاطعات الريفية بالولاية، كما أنها تحث مؤيديها على الاستفادة من التصويت المبكر للإدلاء بأصواتهم بشكل شخصي أو عبر البريد.

وفي العام 2020، كان الرئيس الأميركي جو بايدن أول مرشح رئاسي ديمقراطي يفوز في ولاية جورجيا منذ ما يقارب الـ3 عقود، حيث هزم ترمب بفارق أقل من ربع نقطة مئوية، وهي الخسارة التي زعم الرئيس الجمهوري السابق، من دون دليل، أنها كانت جزءاً من مؤامرة لإبعاده عن البيت الأبيض.

وبحسب البيانات الرسمية، تم الإدلاء بأكثر من 1.3 مليون صوت في جورجيا، وأعلنت الولاية أن الناخبين توافدوا بأعداد قياسية في اليوم الأول من التصويت المبكر فيها الثلاثاء، كما وصف رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية جيمي هاريسون، الجمعة، هذه الأعداد بأنها "تاريخية".

وتُظهر متوسطات ​استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة RealClearPolitics سباقاً متقارباً للغاية في الولاية، إذ يتقدم ترمب على هاريس بنسبة 1.8 نقطة مئوية فقط.