يحتفل الديمقراطيون بفوز القاضية الأميركية الليبرالية، سوزان كراوفورد، على منافسها المحافظ، براد شيمول، في السباق على مقعد حاسم  بالمحكمة العليا لولاية ويسكونسن، إلا أن الرئيس دونالد ترمب وحزبه الجمهوري أمام مؤشرات مبكرة مقلقة حول ما يعنيه التركيز الشديد على نفوذ الملياردير إيلون ماسك للحزب، حسبما أوردت شبكة NBC News.

وتغلبت كراوفورد على منافسها شيمول في السباق على مقعد حاسم  بالمحكمة العليا لولاية ويسكونسن، بانتخابات الثلاثاء، رغم إنفاق ماسك نحو 25 مليون دولار لدعم منافسها، وفق ما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس".

وبفوز القاضية كروفورد (60 عاماً)، حافظ الليبراليون على الأغلبية في المحكمة العليا للولاية بنسبة 4-3، ومن المتوقع أن تصدر المحكمة قرارات حاسمة خلال الأشهر المقبلة بشأن قضايا مثل الإجهاض وحقوق العمال.

وبينما لم تكن النتائج واعدة في أول اختبار للجمهوريين على مستوى الولاية في عهد إدارة ترمب الثانية، فإن مستشاريه على الأقل في الوقت الحالي، يتجاهلون الخسارة، مشيرين إلى أنها انتخابات "غير موفقة"، مع إقبال أقل من الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

وقال أحد مستشاري ترمب: "النتائج كما هي. إنه سباق غير موفق، ولا يُتوقع منه شيء. لا أعتقد أنه يُمكن تفسيره بشكل خاطئ، بما في ذلك دور ماسك".

ورغم أن نسبة المشاركة في ويسكونسن لم تصل إلى المستويات الرئاسية، إلا أنها اقتربت من عدد الناخبين الذين صوتوا في انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 في الولاية، أقرب إلى انتخابات عادية منها إلى انخفاض طفيف في نسبة المشاركة.

نفوذ ماسك ومستقبل الجمهوريين

ومع ذلك، وفي أعقاب خسارة شيميل، يُقيّم الجمهوريون كيف سيؤثر نفوذ ماسك، على السباقات السياسية الرئيسية المُقبلة على انتخابات التجديد النصفي عام 2026، عندما سيدافع الجمهوريون عن أغلبية ضئيلة في مجلس النواب. 

ولعب ماسك دوراً محورياً في السباق، مستخدماً أمواله الشخصية وجماعات خارجية متحالفة لدعم المدعي العام الماضي لولاية ويسكونسن، شيميل، ورغم أن السباق كان غير حزبي من الناحية الفنية، إلا أنه شهد دلالات حزبية قوية.

وتحول عملياً إلى تصويت بالوكالة في أول شهرين من ولاية ترمب، وخاصةً على ماسك، الذي أصبح أحد أقوى الشخصيات في السياسة الجمهورية منذ فوز الرئيس.

وأفاد مصدر مطلع على تفكير ماسك، بأن الملياردير الأميركي كان "محارباً متحمساً طوال هذا السباق، مُدركاً تماماً أنها معركة شاقة، والسبب الوحيد الذي مكّن شيميل من جعل هذا سباقاً هو تدخل ماسك. لقد وضع الديمقراطيين في موقف دفاعي، وجعلهم يُفرغون خزائنهم في سباق ما كان ينبغي أن يكون تنافسياً أبداً".

وأضاف المصدر أن جهود ماسك لدعم الحملات الجمهورية ستستمر، قائلاً: "سيواصل نشاطه ولن يتنازل عن أي شيء للديمقراطيين".

وإلى جانب منح شيميل مبالغ طائلة من المال السياسي، أطلق ماسك مسابقةً لجمع الالتماسات، ما أتاح لمن سجلوا أنفسهم لمحاربة القضاة "الناشطين" فرصة الفوز بجائزة قدرها مليون دولار، كما نظم تجمعاً انتخابياً لشيميل.

ولعبت الذراع السياسية للبيت الأبيض، بما في ذلك ماسك، دوراً "غير مسبوق" في المنافسة، مسلطاً الضوء على أهمية السباق بالنسبة لترمب، والطبيعة اللاذعة للخسارة، إذ أيد ترمب شيميل، وروج علناً لأهمية السباق، لكن معظم الاهتمام في الأسابيع التي سبقت يوم الانتخابات انصبّ بشكل مباشر على ماسك، الذي كان أكبر مانح لترمب العام الماضي.

وأظهر استطلاع رأي أجرته شبكة NBC News مؤخراً، أن غالبية الناخبين على مستوى البلاد، ما يعادل 51% يحملون آراءً سلبية تجاه ماسك، بينما نظر إليه 39% بإيجابية.

وفاز ترمب على نائبة الرئيس السابق كامالا هاريس في الولاية بأقل من نقطة مئوية واحدة العام الماضي، وهي المرة الثالثة على التوالي التي يتقلص فيها السباق الرئاسي إلى نقاط عشرية في ويسكونسن.

ومن المرجح أن يحافظ الليبراليون على أغلبيتهم في المحكمة حتى عام 2028 على الأقل، إذ سيواجه القضاة المحافظون انتخابات خلال العامين المقبلين، وفي حال لم يتم استبدال أي قاضية ليبرالية بحكم من حاكم الولاية، فلن يتمكن المحافظون من الحصول على الأغلبية حتى 2028.