قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الثلاثاء، إن بلاده نقلت الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى روسيا "بطريقة آمنة للغاية" عقب الانهيار السريع لنظامه، لافتاً إلى أن موسكو ستستمر بدعمه ضد الاتهامات التي يواجهها.

وأضاف ريابكوف في مقابلة مع شبكة NBC News الأميركية: "لقد تم تأمينه، وهذا يُظهر أن روسيا تتصرف كما هو مطلوب في مثل هذه الحالات الاستثنائية".

وهذا أول تأكيد رسمي من مسؤول روسي على استقبال الأسد، وذلك بعدما نقلت وكالات أنباء روسية عن مصدر في "الكرملين"، الأحد، قوله إن الرئيس السوري السابق موجود في العاصمة موسكو، وحصل على "حق اللجوء الإنساني" في روسيا.

وقال ريابكوف: "ليس لدي أي فكرة عما يحدث له الآن"، رافضاً الخوض في تفاصيل نقله إلى الأراضي الروسية بعد سقوط نظامه.

سنستمر بدعم الأسد

وأشار ريابكوف إلى أن روسيا ستستمر في دعم الرئيس السوري السابق، الذي اتهمت المعارضة ومنظمات حقوقية ومعتقلون سابقون بـ"شن هجمات بأسلحة كيميائية، والبراميل المتفجرة، وجرائم حرب أخرى"، بالإضافة إلى "القتل والتعذيب المنهجي، وإخفاء عشرات الآلاف من الأشخاص" منذ بداية الحرب في عام 2011.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان الكرملين سيقوم بتسليم الأسد للمحاكمة، قال ريابكوف إن "روسيا ليست طرفاً في الاتفاقية التي أنشأت المحكمة الجنائية الدولية".

ولم تنضم سوريا أيضاً إلى المحكمة، التي تقع في لاهاي بهولندا، ولم تقبل اختصاصها. كما لا تعترف الولايات المتحدة وإسرائيل أيضاً باختصاص المحكمة الجنائية الدولية، التي لا تمتلك قوات لتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة عنها.

وأضاف ريابكوف: "لقد تم اتهام الأسد من قبل نفس المجموعة من الدول والحكومات" التي اتهمها بالتسبب في الأزمات التي تعيشها بعض الدول "على غرار العراق ولبيبا".

وأكد ريابكوف أنه بغض النظر عمن ينتهي به الأمر بحكم سوريا، سواء كان ذلك "هيئة فتح الشام" أو أي جهة أخرى، فإن روسيا "تؤمن بقوة ووضوح" بأن سوريا "يجب أن تكون ذات سيادة، موحدة ومتكاملة". 

وأضاف: "نأمل ألا نواجه وضعاً هناك يؤدي إلى فصل أجزاء سوريا عن بعضها البعض".

"على إسرائيل الالتزام باتفاقية فك الاشتباك"

ودعا ريابكوف إسرائيل إلى "النظر بجدية في ما يحدث في مرتفعات الجولان"، بعد أن أمر رئيس وزرائها نتنياهو الجيش بالسيطرة على المنطقة العازلة التي تخضع لدوريات الأمم المتحدة، وتم إنشاؤها بموجب اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974.

وقال ريابكوف إن على إسرائيل الالتزام بتلك الاتفاقية وألا "تنتهك" وحدة الأراضي السورية. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، تدمير 70% من القدرات العسكرية السورية في ضربات ضد 320 "هدفاً استراتيجياً"، منذ سقوط نظام الأسد، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "تدمير  الأسطول الحربي السوري" في ضربات مساء الاثنين إلى الثلاثاء، بالإضافة إلى أوامره للجيش بإنشاء "منطقة عسكرية عازلة" في جنوبي سوريا.

جنود إسرائيليون بالقرب من المنطقة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان المحتل. 9 ديسمبر 2024
جنود إسرائيليون بالقرب من المنطقة منزوعة السلاح في مرتفعات الجولان المحتل. 9 ديسمبر 2024 - Reuters

"نشارك أميركا مخاوفها بشأن داعش"

وأضاف ريابكوف أن روسيا تتشارك مع الولايات المتحدة قلقها بشأن احتمال عودة ظهور تنظيم "داعش" في سوريا، مشيراً إلى أن الجيش الأميركي شن عدة ضربات جوية على أهداف تابعة للتنظيم في سوريا.

وفي سياق منفصل، أوضح ريابكوف أن الكرملين "سيكون بالتأكيد مستعداً للنظر" في صفقة تبادل سجناء أخرى، مشابهة لتلك التي تمت في أغسطس وأسفرت عن إطلاق سراح مراسل صحيفة "وول ستريت جورنال" إيفان جيرشكوفيتش وثلاثة مقيمين أميركيين آخرين. 

وقال ريابكوف إن صفقات من هذا النوع تتطلب "نهجاً متعدد المراحل أو الخطوات من كلا الجانبين"، بما في ذلك في بعض الحالات العفو عن أشخاص يقضون عقوبات. وقد شاركت عدة دول أخرى، بما في ذلك ألمانيا وسلوفينيا، في الصفقة التي تم التوسط فيها من قبل تركيا. 

ورغم تأكيده أنه "لا يرغب في استباق الأحداث"، أوضح ريابكوف أن مثل هذه الصفقات تسهم في تحسين العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. وأضاف أن إبرام صفقة جديدة سيكون "خطوة إيجابية ومهمة نحو تعزيز العلاقات، خاصة مع بداية الإدارة المقبلة".