قال رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيرليو بودانوف، السبت، إن توريد الذخائر الكورية الشمالية إلى موسكو يُمثل مصدر قلق كبير لدفاعات كييف مع استمرار الغزو الروسي الشامل للبلاد.

وبحسب ما ذكرت "بلومبرغ"، أشار الجنرال الأوكراني كيرليو بودانوف، خلال مؤتمر يالطا السنوي للاستراتيجية الأوروبية، إلى أن النشاط العسكري للكرملين عادةً ما يتزايد بشكل مكثف في غضون 8 إلى 9 أيام، بمجرد أن ترسو شحنة تحمل أسلحة في ميناء روسي، ويظل الوضع على هذا النحو لمدة أسبوعين تقريباً.

وأضاف بودانوف أن "بيونج يانج تقوم بتوريد كميات هائلة من قذائف المدفعية التي تشكل أهمية بالغة للاتحاد الروسي، وهذا أمر حاسم بالنسبة لنا أيضاً، ومن المؤسف أننا لا نستطيع في الوقت الحالي أن نفعل أي شيء حيال ذلك".

وزادت القوات الروسية من الضغط على الجيش الأوكراني مؤخراً في منطقة دونيتسك، بينما تتقدم ببطء في هجوم بري طاحن تتفوق فيه على كييف من حيث عدد الأفراد والذخيرة.

وأجرى سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرجي شويجو، وهو وزير الدفاع السابق، محادثات مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون خلال زيارة الأسبوع الماضي، شهدت مناقشة مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والدولية، وفقاً لبيان صادر عن مجلس الأمن الروسي.

ولفت رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية إلى أن أوكرانيا يمكنها تتبع المسار الكامل لتوريد الذخيرة الكورية الشمالية من الموانئ إلى السكك الحديدية وحتى مرحلة التخزين، وأخيراً إلى القوات الروسية في ساحة المعركة، موضحاً أن هذه الإمدادات تسبب مشكلة أكبر من أي نوع آخر من المساعدات التي تحصل عليها روسيا من أماكن أخرى، بما في ذلك إيران.

وأضاف: "في حين أن إنتاج موسكو من الدبابات والطائرات بات منخفضاً، إلا أنها تمكنت من زيادة إنتاجها من صواريخ (إسكندر)، وإلى جانب الاستخدام الضخم لتلك الصواريخ، ارتفع إنتاج موسكو أيضاً من القنابل الموجهة بشكل كبير"، معتبراً أن هذه "مشكلة كبيرة جداً بالنسبة للقتال على الجبهة، حيث يتم استخدام كل هذه الأسلحة في العمق التكتيكي، ما يعني أن جنودنا على خط التماس، وبالقرب منه، هم الأكثر تضرراً".

وقال الجنرال الأوكراني إن الضربات التي وجهتها كييف، عبر طائرات بدون طيار، إلى مصافي النفط ومخازن الأسلحة وأهداف أخرى ساعدت في تغيير الوضع النفسي داخل روسيا.

وتابع: "قبل ذلك، كان الشعب الروسي بأكمله يعيش وفقاً لمفهوم مفاده أننا (موسكو) مهما حدث، دولة قوية للغاية، نحن الأقوى في العالم، لكن مع أول الانفجارات، دعنا نقول، في موسكو، على أراضي الاتحاد الروسي، وما إلى ذلك، تم تدمير هذا المفهوم، وهذا هو الإنجاز الرئيسي لكل تلك الضربات العميقة".

وبعد أكثر من 30 شهراً من الغزو الروسي، تعاني القوات الأوكرانية من الإنهاك، وتعمل على صد التقدم الروسي نحو المدن الرئيسية في شرق البلاد. كما توغلت القوات الأوكرانية في منطقة كورسك في غرب روسيا. ولذلك، تضغط أوكرانيا على حلفائها للسماح لها باستخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى لضرب العمق الروسي.

ويعتقد بودانوف أن موسكو ترغب في إنهاء الحرب بحلول عام 2026، لأنها تواجه وضعاً اقتصادياً ومالياً سلبياً بشكل متزايد، وفق قوله.