تعني هذه التوقعات أن تتجاوز قيمة عملاقة التكنولوجيا القيمة السوقية الحالية المجمعة للشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، فهل يمكن حدوث ذلك؟
وقال جيمس أندرسون، المعروف برهاناته على شركات مثل تسلا وأمازون «إن كل الاحتمالات المتوقعة لإنفيديا أعلى مما رأيته من قبل وفي السيناريو الأكثر تفاؤلاً يمكن أن تتضاعف قيمتها السوقية إلى تريليونات الدولارات»، مضيفاً أن ذلك ليس تنبؤاً ولكنه احتمال إذا استمرت طفرة الذكاء الاصطناعي وحافظت إنفيديا على تفوقها.
طفرة الذكاء الاصطناعي
كانت شركة إنفيديا المستفيد الأكبر من طفرة الطلب على الرقائق التي يمكنها تدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي القوية التوليدية مثل تشات جي بي تي المملوك لشركة أوبن إيه آي، وسجّلت أسهمها ارتفاعاً بنحو 162 في المئة منذ بداية عام 2024 حتى الآن، ما دفع قيمتها السوقية إلى أكثر من ثلاثة تريليونات دولار.
بذلك ترتفع قيمة إنفيديا السوقية الحالية بأكثر من 20 ضعفاً مقارنة بقيمتها في أغسطس أب 2018، عندما بلغت قيمة الشركة 150 مليار دولار.
وتتداول إنفيديا حالياً بأكثر من 47 ضعف أرباحها المقدرة للسهم الواحد للعام المقبل وهي مسؤولة عن ما يقرب من 30 في في المئة من مكاسب مؤشر إس آند بي 500 البالغة 17.7 في المئة منذ بداية العام الجاري حتى الآن.
50 تريليون دولار.. احتمالية ممكنة؟
ذكر أندرسون الذي يدير صندوقاً بقيمة 650 مليون دولار، ويركّز استثماره الأكبر على شركة تصنيع الرقائق الأميركية أن «التقدم الهائل المستمر للشركة، والمزايا التنافسية في الأجهزة والبرامج، والثقافة والقيادة هي بالضبط ما نبحث عنه للاستثمار».
وأضاف أندرسون أن النمو الحقيقي في الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات يصل إلى نحو 60 في في المئة سنوياً، وبالتالي فإن النمو المتراكم لمدة عشر سنوات في إيرادات مراكز البيانات وحدها وبهوامش ثابتة ستترجم إلى أرباح قدرها 1350 دولاراً للسهم الواحد وتدفقاً نقدياً حراً يبلغ نحو 1000 دولار للسهم.
وبافتراض عائد تدفق نقدي حر نسبته خمسة في المئة، قد تبلغ قيمة حصة إنفيديا 20 ألف دولار خلال عشر سنوات، وهو ما يترجم إلى قيمة سوقية تبلغ 49 تريليون دولار، بحسب توقعات أندرسون.
في المقابل، تبلغ القيمة السوقية المجمعة الحالية لجميع الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 47 تريليون دولار.
وعن سؤاله حول إذا كانت توقعات الذكاء الاصطناعي مبالغ فيه قال أندرسون «قد يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي الضيق للمهام الأساسية والمهام الاستهلاكية مبالغاً فيه، لكننا نرى أن القضية الكبيرة هي ما إذا كان يمكنه حل المشكلات الخطيرة في غضون 10 سنوات، بما في ذلك القيادة الذاتية والروبوتات».
وقال «تعمل إنفيديا بهدوء ولكن بثبات في دعم وتوفير هذه المجالات، ما قد يدفعها للصدارة في العقد المقبل».
(فينانشال تايمز).