يتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أنجولا، الأحد، في رحلة تهدف إلى الوفاء بوعده بزيارة قارة إفريقيا خلال فترة رئاسته التي تنتهي في يناير المقبل، إذ ينصب تركيزه خلالها على مشروع السكك الحديدية الكبير الذي تدعمه الولايات المتحدة ويهدف إلى تحويل وجهة المعادن المهمة بعيداً عن الصين.

وتفي زيارة بايدن بتعهد واحد من ضمن مجموعة واسعة من التعهدات التي قطعها لقارة إفريقيا، ولكن هناك تعهدات أخرى لم تتحقق بعد، مثل دعم حصول القارة على مقعدين دائمين في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.

كما تعكس زيارة بايدن، تحولاً في العلاقات الأميركية مع أنجولا بعد تاريخ معقد ودموي، فقد دعمت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق الطرفين المتنافسين في الحرب الأهلية التي استمرت 27 عاماً في البلاد.

مشروع السكك الحديدية

ويربط المشروع، الممول جزئياً بقرض أميركي، جمهورية الكونغو الديمقراطية الغنية بالموارد، وزامبيا، بميناء لوبيتو الأنجولي على المحيط الأطلسي، ما يوفر طريقاً سريعاً وفعالاً للصادرات إلى الغرب.

المشروع مدعوم من شركة "ترافيجورا" العالمية لتجارة السلع الأساسية ومجموعة "موتا إنجيل" البرتغالية للبناء وشركة تشغيل السكك الحديدية "فيكتوريس".

وقدمت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، قرضاً بقيمة 550 مليون دولار لإعادة بناء شبكة السكك الحديدية التي يبلغ طولها 1300 كيلومتر (800 ميل) من لوبيتو إلى الكونغو الديمقراطية.

وما يهم في الأمر هو الإمدادات الهائلة من المعادن مثل النحاس والكوبالت، والتي توجد في الكونغو الديمقراطية، وهي مكون رئيسي للبطاريات وغيرها من الأجهزة الإلكترونية، إذ تعد الصين اللاعب الأكبر في الكونغو الديمقراطية، الأمر الذي أصبح مبعث قلق متزايد لواشنطن.

وفي حين تأتي رحلة بايدن في الأيام الأخيرة من رئاسته، من المرجح أن يدعم الرئيس المنتخب دونالد ترمب المشروع ويظل شريكاً وثيقاً لأنجولا، عندما يعود إلى البيت الأبيض في يناير المقبل.

ووقعت الصين اتفاقية مع تنزانيا وزامبيا في سبتمبر الماضي، لإحياء خط سكك حديدية منافس يتجه إلى الساحل الشرقي لإفريقيا.

أهمية استراتيجية متنامية

وأقامت واشنطن علاقات مع أنجولا في عام 1993، بعد ما يقرب من عقدين من الزمان من حصولها على الاستقلال.

ومع ذلك، فقد زادت الأهمية الاستراتيجية لأنجولا بالنسبة لواشنطن في السنوات الخمس الماضية، وكان هناك دافعان رئيسيان لهذا. الأول هو صعود جواو لورينسو إلى الرئاسة الأنجولية في عام 2017، بعد ما يقرب من 40 عاماً من حكم الرئيس السابق دوس سانتوس، بحسب ما أورد معهد chathamhouse ومقره لندن.

أما الثاني، بسبب موقع أنجولا الاستراتيجي الذي يعد مهماً لواشنطن، إذ لعبت أنجولا دوراً قيماً لإنهاء المواجهة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا في السنوات الأخيرة. وسيحرص بايدن على ضمان استمرار دعم أنجولا لهذه الجهود.

وكان المسؤولون الأميركيون، منخرطين بعمق في الاجتماعات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام 2024، حيث عملوا على ضمان استمرار وقف إطلاق النار بين الكونغو ورواندا، في حين يسعى لورينسو إلى انتخابه رئيساً للاتحاد الإفريقي في عام 2025، وهو التعيين الذي سترحب به واشنطن.