جاءت هذه الخطوة وفي وقتٍ يمر فيه العمل الشرطي في المملكة المتحدة بفترة مليئة بالتحديات ويوفّر الذكاء الاصطناعي فرصاً للقوات لاختبار الأفكار الجديدة والإبداع والبحث عن حلول مبتكرة للمساعدة على تعزيز الإنتاجية وتكون أكثر فاعلية في معالجة الجريمة، بحسب ما ذكره مجلس رؤساء الشرطة الوطنية.
ووافق جميع أعضاء مجلس رؤساء الشرطة الوطنية في 28 سبتمبر أيلول 2023 على ميثاق يوفّر مجموعة من المبادئ التي اتفقت عليها قوى الشرطة البريطانية والتي ستحدد كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في أعمالها.
أول قائد لشرطة الذكاء الاصطناعي
في مارس آذار 2024، عيّن مجلس رؤساء الشرطة الوطنية أول قائد شرطة على الإطلاق للذكاء الاصطناعي، أليكس موراي، بهدف تطوير وتعظيم فوائد الذكاء الاصطناعي في مهام الشرطة اليومية.
وقال موراي في بيان، «إن الشرطة في طليعة حماية المجتمعات من خلال تحقيق العدالة ومنع الجريمة في المقام الأول.. مهمتنا ضخمة، بدءاً من معالجة إساءة معاملة الأطفال عبر الإنترنت والجريمة المنظمة، حتى منع السطو وطمأنة الجمهور، في كل هذه المجالات، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجعلنا أكثر فاعلية، ويمكن أن يكون أداة لتحقيق الخير».
وأضاف «أدرك أن هناك العديد من المخاوف والمفاهيم الخاطئة بشأن الذكاء الاصطناعي، ودوري هو التأكد من أن الشرطة وشركاءنا ومجتمعاتنا على علم جيد ومطلعين على أحدث الأنظمة والتقنيات الرقمية التي نستثمر فيها».
وأكد مجلس رؤساء الشرطة أنه سيتواصل العمل على دمج وتطوير استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بشكلٍ وثيق مع الشركاء، بما في ذلك مكتب كبير المستشارين العلميين للشرطة، على أن تأخذ المشورة من الأوساط الأكاديمية والصناعة ونظل متقبلين ومنفتحين للنقد.
تحسين سلامة الطرق
منذ بدايتها عام 2021، استخدمت التجربة البريطانية الذكاء الاصطناعي المتطور لالتقاط وتحليل لقطات للسائقين الذين قد يستخدمون الهواتف المحمولة أو لا يرتدون أحزمة الأمان، هذه التكنولوجيا، المثبتة على الطرق والمقطورات المرتفعة، تتفوق على كاميرات المرور التقليدية من خلال توفير نقطة رؤية أعلى للقبض على الجناة متلبسين.
وفي محاولة لتعزيز السلامة على الطرق، أعلنت الحكومة توسيع نطاق تجربة تكنولوجيا الهاتف المحمول التي تستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف تلقائياً عن سائقي السيارات الذين ينتهكون قوانين حزام الأمان والهاتف المحمول.
وتشارك عشر قوات شرطة في التجربة الموسعة وهم: دورهام، مانشستر الكبرى، هامبرسايد، ستافوردشاير، ويست ميرسيا، نورثهامبتونشاير، ويلتشير، نورفولك، وادي التايمز، وساسكس، وتهدف هذه القوى إلى تحسين التكنولوجيا وتقييم فعاليتها على الطرق السريعة الوطنية، ما قد يمهد الطريق لنشرها على الصعيد الوطني.
وفي المراحل الأولى من التجربة، أصدرت شركة الطرق السريعة الوطنية رسائل تحذير للسائقين المخالفين، لتسليط الضوء على مخاطر سلوكهم.
كان هذا الإجراء الوقائي جزءاً من استراتيجية أوسع لتثقيف وردع سائقي السيارات عن الممارسات الخطرة.
وبالتعاون مع شركة إيكوم، وهي شركة استشارات للبنية التحتية مقرها تكساس، أدّى نجاح التجربة إلى تمديدها حتى مارس آذار 2025، ويجري الآن تنفيذ الخطط لتثبيت التكنولوجيا على جسور الطرق السريعة، ما يوفر رؤية دون عائق لجميع الممرات ويعزز قدرات المراقبة.