قالت كوريا الجنوبية، الاثنين، إن كوريا الشمالية تستعد لتفجير طرق عابرة للحدود كثيفة التسليح مع سول، وسط تصعيد لـ"الحرب الكلامية" بين الجانبين، وذلك بعدما اتهمت بيونج يانج جارتها بإرسال طائرات مسيّرة فوق عاصمتها.

وأضاف الناطق العسكري في كوريا الجنوبية، أن قوات نظيرتها الشمالية "تعمل تحت غطاء من التمويه على الطرق على طرفها من الحدود قرب السواحل الغربية والشرقية في استعدادات على الأرجح لتفجير الطرق ربما في وقت مبكر الاثنين".

وفي سياق منفصل، اتهمت كوريا الشمالية، الجمعة، سول بإرسال طائرات مسيرة لنشر "عدد كبير" من المنشورات المناهضة لها فوق بيونج يانج، فيما وصفته بأنه "استفزاز سياسي وعسكري قد يؤدي إلى صراع مسلح".

وإثر ذلك، أصدرت كوريا الشمالية أوامرها لقواتها على طول الحدود مع كوريا الجنوبية بالاستعداد لإطلاق النار، بعد اتهام سول بإرسال مسيرات إلى عاصمتها. 

ونقلت "بلومبرغ" عن بيان لهيئة الأركان العامة للجيش الكوري الشمالي، جاء فيه إنه "تم توجيه وحدات المدفعية خلال عطلة نهاية الأسبوع، بالاستعداد الكامل لإطلاق النار، لتوجيه ضربة فورية لأهداف العدو، إذا تكرر تسلل مماثل".

وتزعم كوريا الشمالية أن سول أرسلت مسيرات إلى بيونج يانج ثلاث مرات هذا الشهر، ونثرت منشورات تندد بنظام كيم جونج أون.

بدورها، قالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبيةـ إنها "تراقب أنشطة كوريا الشمالية وهي مستعدة لمواجهة أي استفزازات"، فيما رفضت أن تقول ما إذا كانت قد أرسلت مسيرات عبر الحدود.

وأضافت أن "سبب هذا الوضع برمته يكمن في بالونات القمامة التي أطلقتها كوريا الشمالية في مايو الماضي"، محذرةً جارتها بشدة من التوقف عن إرسال بالونات القمامة القذرة والمبتذلة".

قطع الطرق والسكك الحديد

ويأتي التصعيد الجديد، بعد أن ذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية، الأسبوع الماضي، أن جيش كوريا الشمالية أعلن أنه سيقطع الطرق والسكك الحديد المتصلة بكوريا الجنوبية بشكل كامل وسيعمل على تحصين المناطق على جانبه من الحدود.

وفي 9 أكتوبر الجاري، قال جيش كوريا الشمالية، إنه سيقطع جميع الطرق والسكك الحديد التي تربط بيونج يانج مع كوريا الجنوبية، فيما سيعزز وجوده عند الحدود، بينما أبلغت سول قيادة الأمم المتحدة التي تشرف على الأوضاع في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين بـ"الموقف".

وجاء في بيان لهيئة الأركان العامة للجيش الكوري الشمالي، في تقرير أوردته وكالة "يونهاب": "سيتم أولاً إطلاق مشروع في 9 أكتوبر لقطع الطرق والسكك الحديدية المتصلة بكوريا الجنوبية بالكامل، وتحصين المناطق ذات الصلة من جانبنا بهياكل دفاعية قوية".

وأضافت الهيئة، في بيان، أن الخطوة تأتي رداً على مناورات عسكرية أقيمت في كوريا الجنوبية التي وصفها بأنها "الدولة المعادية، والعدو الرئيسي الذي لا يتغير"، فضلاً عن الزيارات المتكررة للعتاد النووي الاستراتيجي الأميركي للمنطقة.

ولا تزال الكوريتان في حالة حرب من الناحية الفنية، بعد أن انتهت الحرب بينهما التي دارت رحاها بين 1950 و1953 بهدنة وليس معاهدة سلام.

وأعادت كوريا الشمالية إدخال أسلحة ثقيلة إلى المنطقة العازلة الحدودية منزوعة السلاح وأعادت فتح نقاط الحراسة، بعد أن أعلن الجانبان أن اتفاقاً عسكرياً أبرم عام 2018 بهدف تخفيف التوترات، لم يعد سارياً.