جاءت تغريدة وزير الخارجية الإماراتي تعليقاً على تغريدة لماسك قال فيها إن خدمة ستارلينك، التابعة لشركة «سبيس إكس»، تعمل الآن في أحد مستشفيات غزة بدعم من الإمارات وإسرائيل.
ورد إيلون ماسك على الشيخ عبدالله باللغة العربية قائلاً «لا شكر على واجب».
ومضى نحو خمسة أشهر من موافقة الحكومة الإسرائيلية على استخدام ستارلينك في المستشفى الواقع بمدينة رفح في جنوب غزة التي يحتدم فيها القتال.
خدمات ستارلينك في مواقع الحروب
تقدّم ستارلينك خدمات الإنترنت عبر مجموعة ضخمة من الأقمار الصناعية التابعة لشركة سبيس إكس، والتي أتاحها ماسك سابقاً لمتضرري الحرب في أوكرانيا بعدما انقطعت سبل الاتصال بين المغتربين وأهاليهم جراء الحرب الروسية.
وفي نوفمبر تشرين الثاني الماضي، زار ماسك إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مبدئي يتيح استخدام خدمة إنترنت ستارلينك في أراضيها وداخل قطاع غزة، بالإضافة لمناقشة الأبعاد الخاصة باستخدام آليات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع إلى جانب إقامة مناقشة تُبث أونلاين.
كانت ستارلينك أعلنت في الحادي عشر من يونيو حزيران الماضي وصول خدماتها للإنترنت لمئة بلد أو إقليم أو سوق حول العالم، عالي السرعة وزمن استجابة منخفض.
وتتراوح سرعات الإنترنت المقدمة من ستارلينك بين 50 و500 ميغا بايت في الثانية، إذ تمتلك ما يزيد على 5 آلاف قمر صناعي في المدار السُفلي للكرة الأرضية، كجزء من هدفها لإطلاق 42 ألف قمر صناعي دون أن تحدد جدولاً زمنياً للوصول لذلك.
ووصلت الشركة في عمليات إطلاق الأقمار الصناعية لمتوسط معدل نجاح يبلغ نحو 93 في المئة، على الرغم من فقدانها 38 قمراً صناعياً من أصل 49 بسبب عاصفة مغناطيسية أرضية في فبراير شباط 2022؛ إذ تدور أقمار ستارلينك الصناعية على ارتفاع نحو 342 ميلاً (550 كيلومتراً) فوق الأرض، مقابل 35,786 كم للأقمار الصناعية التقليدية الأخرى، ما يسهل دعم البث أو الألعاب عبر الإنترنت أو مكالمات الفيديو أو غيرها من الأنشطة ذات معدل البيانات المرتفع.
وبدءاً من سبتمبر أيلول 2023، تجاوز عدد مستخدمي ستارلينك مليوني مُشترك.
كم تبلغ الكفاءة اللازمة للاتصالات والإنترنت في غزة؟
كانت خدمات الاتصالات والإنترنت انقطعت بالكامل في قطاع غزة، جرَّاء القصف المتواصل وهجوم نفذه الجيش الإسرائيلي هو الأعنف منذ إعلانه الحرب على حماس، ما أسفر عن تدمير جميع المسارات الدولية التي توصل غزة بالعالم الخارجي، علماً أن القطاع انقطعت عنه الكهرباء والمياه منذ تصعيد الغارات الإسرائيلية.
وقبل الحرب الأخيرة، أشارت بيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية عن عام 2022، إلى وجود 9 شركات تعمل مزودة للإنترنت، بواقع 7 شركات مرخصة لخدمات النطاق العريض وشركة مرخصة لإنشاء وتشغيل شبكات الألياف الضوئية، وأخرى مزودة خدمات عبر نموذج «بي إس إيه»، فيما مُنحت 103 شبكات لاسلكية واي فاي ترخيصاً للعمل في العام نفسه.
كما مُنح ترخيص لـ67 شركة لاستيراد أجهزة الاتصالات السلكية واللاسلكية، بالإضافة إلى 15 شركة لتقديم خدمات القيمة المضافة، وقامت الوزارة في 2022 بتسجيل 706.617 جهازاً نقالاً جديداً أُدخل إلى الأراضي الفلسطينية.
ولكن مع تواصل الحرب، أعلن عدد من شركات الاتصالات وتزويد الإنترنت في غزة عن تعطل خدماتها.
في 19 أكتوبر تشرين الأول الماضي، انقطع الاتصال عن نحو 83 في المئة من مستخدمي الخطوط الثابتة، بينما انقطع الإنترنت عن 53 في المئة من المواقع التي توفر خدمات اتصالات الخطوط الثابتة، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.
ولكن، قبل خطوة إيلون ماسك الأخيرة، كانت شبكات الهاتف المحمول في قطاع غزة تعتمد على تكنولوجيا الجيل الثاني، إن وجدت؛ إذ يبلغ الحد الأدنى لسرعة الاتصال بالإنترنت المطلوبة لإجراء المحادثات الصوتية عبر الإنترنت بين 90 كيلوبايت في الثانية و156 كيلوبايت في الثانية، وتحتاج الهواتف النقالة إلى مقدار ثابت من النطاق الترددي للحصول على جودة ممتازة للمكالمات.
وبنهاية 2022، بلغ متوسط سرعة الإنترنت في الأراضي التابعة للسلطة الفلسطينية 26 ميغابايت في الثانية، مقارنة بـ13 ميغابايت في الثانية في نهاية عام 2021، ولكن وفقاً لموقع (وايرد)، خلال الحرب الأخيرة، وصل متوسط سرعة الإنترنت عبر هواتف المحمول 7.18 كيلوبايت في الثانية، وهو أقل بكثير من مجرد الحد الأدنى للسرعة المطلوبة لإجراء محادثة صوتية واحدة.