وقالت ريستاد إنرجي في تقريرها، الذي يحمل عنوان "أدنوك تركز على تنويع واستدامة مصادر الطاقة من خلال الاستحواذ على شركة كوفيسترو"، إن شركات الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، وفي صدارتها "أدنوك"، من المتوقع أن تصبح من رواد مجال البتروكيماويات المستدامة، مستفيدة من موقعها الإستراتيجي كمنتج رئيس للنفط ومواكبتها للتوجهات العالمية لخفض الانبعاثات.

كما سلّط التقرير الضوء على أن "أدنوك" وبعد مناقشات امتدت لأكثرمن عام، قدمت عرضا للاستحواذ على "كوفيسترو" مقابل قيمة مؤسسية للشركة، تبلغ حوالي 14.7 مليار يورو (16.4 مليار دولار) نقدا، بحسب وكالة أنباء الإمارات

ويساهم هذا الاستحواذ في دعم جهود "أدنوك" لتعزيز نمو وتوسع أعمالها دوليا، في خطوة من شأنها أن تجعل الشركة واحدة من أكبر خمس شركات في مجال الكيماويات على مستوى العالم.

وتعمل "كوفيسترو" عبر 48 موقع إنتاج و13 منشأة للبحث والتطوير، تغطي مناطق أوروبا، والشرق الأوسط، وإفريقيا، وأميركا اللاتينية، وأميركا الشمالية، وآسيا والمحيط الهادئ.

وفي الوقت نفسه، سعت "أدنوك" بقوة لتحقيق أهدافها في مجال خفض الانبعاثات، بما في ذلك عمليات الاستحواذ والاستثمارات الأخيرة في قطاعي الغاز والغاز الطبيعي المسال، شملت عملياتها الاستحواذ حصة 11.7 بالمئة في مشروع "ريو غراندي" للغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، وحصة 24.9 بالمئة في شركة الطاقة والكيماويات النمساوية "أو إم في"، وحصة 10 بالمئة في "امتياز المنطقة 4" في موزمبيق، الذي يضم مشروع محطة "كورال ساوث" العائمة لإنتاج الغاز الطبيعي المسال.

وأقامت "أدنوك" مشروعا مشتركا يركز على الغاز في مصر، بالشراكة مع "بي بي" البريطانية.

وعلى مدار العامين الماضيين، وسّعت الشركة محفظتها في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج، في أكثر من 10 دول، بما في ذلك أذربيجان، وموزمبيق، والولايات المتحدة.

وكانت "كوفيسترو" قد وقعت اتفاقيات للتعاون في مجال الطاقة المتجددة، مع عدد من كبار شركات تقديم الخدمات مثل "إنجي" و"أورستد" و"بي بي"، تشمل عمليات تمتد في بلجيكا، وألمانيا، وإسبانيا، والولايات المتحدة، والصين.

وأشار المقال إلى أن التعاون مع "مصدر"، شركة الطاقة المتجددة التي تمتلكها "أدنوك" وعدد من الشركاء، يمكن أن يؤدي إلى بناء شراكات مثمرة، حيث يمكن لـ "مصدر" أن تساهم في دعم مساعي "أدنوك" و"كوفيسترو" المشتركة لإيجاد حلول مبتكرة"، وذلك من خلال محفظتها العالمية التي تضم 83 مشروعا للطاقة المتجددة، وهدفها الطموح لإنتاج ما لا يقل عن 100 جيجاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

ويشير التقرير إلى أن هذا الاستحواذ يعكس اتجاها متناميا في قطاع الطاقة، حيث يقوم منتجو النفط والغاز التقليديون بتنويع مصادر إيراداتهم.

ومع التوسع في استخدام الكهرباء والطاقة المتجددة على مستوى العالم، تمثل البتروكيماويات منفذا حيويا للاستفادة من تدفقات النفط الخام.

وتجسد عملية الاستحواذ الأخيرة التي قامت بها "أدنوك" جهود شركات النفط لترسيخ مكانتها، وضمان مواكبة أعمالها للمستقبل، من خلال الاستفادة من البنية التحتية الحالية، لتحقيق قيمة إضافية من قطاع البتروكيماويات، الذي يشهد توسعا مستمرا.

ومن المتوقع أن يستمرفي النمو على الرغم من التباطؤ في استهلاك النفط على نطاق واسع.

وخلص التقرير إلى أن الاستحواذ المزمع على "كوفيسترو"، يمثل نقلة نوعية وإنجازا مهما لأدنوك، يتزامن مع جهودها المستمرة لتسريع لترسيخ مكانتها كشركة عالمية رائدة في مجال الكيماويات والمواد المتقدمة.

وتشهد صناعة البتروكيماويات تحولا كبيرا، يتزامن مع ارتفاع الطلب على النفط والمواد المستدامة وعالية الأداء، ما يعيد تشكيل عمليات الإنتاج وعروض المنتجات.

ومن خلال إدماج خبرات "كوفيسترو"، في مجال المواد عالية الأداء والحلول المستدامة، تهدف "أدنوك" إلى تعزيز مساهمتها في دفع عجلة النمو طويل المدى، وتعزيز التزامها بالتنويع الاقتصادي والمسؤولية البيئية.