قال  وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الأربعاء، إنه اتفق مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن على أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وحقن دماء المدنيين، وضرورة وقف التصعيد ومنعه، محذراً من "خطوة انزلاق المنطقة إلى أتون حرب إقليمية"، فيما قال بلينكن إن وقف إطلاق النار أفضل فرصة من أجل التعامل مع الأزمة الإنسانية في غزة.

وأضاف عبد العاطي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي في القاهرة أن "هناك تطابقاً في وجهات النظر مع الولايات المتحدة بضرورة الوصول إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى وضمان النفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة".

محور فيلادلفيا

وقال وزير الخارجية المصري إن بلاده ستواصل جهود الوساطة حتى الوصول إلى وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي، مضيفاً أن "القاهرة لن تقبل أي تغيير لقواعد العمل التي كانت قائمة قبل 7 أكتوبر في ممر فيلاديلفيا، خاصة في ما يتعلق بقواعد عمل وتشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني والرفض الكامل لأي تواجد عسكري إسرائيلي على الجانب الآخر من المعبر".

وشدد عبد العاطي على أن "حماس تؤكد لنا التزامها الكامل باقتراح وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 27 مايو والتعديلات التي أجريت عليه في 2 يوليو"، مضيفاً أن أي تصعيد يعرقل ويضع عقبات أمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وبشأن تفجيرات البيجر في لبنان، اعتبر عبد العاطي أن مصر ضد أي سياسات أحادية تنال من وحدة واستقرار لبنان، مديناً "أي استهداف للسيادة اللبنانية وأي تحركات في اتجاه التصعيد"، وقال إن هذا التصعيد الخطير من شأنه أن يقود إلى حرب إقليمية شاملة لن تبقي على شيء في المنطقة".

وأوضح وزير الخارجية المصري أن العلاقات الأميركية المصرية قوية ومتينة تمتد لعقود طويلة من العمل والتفاهم المشترك، مشدداً على "ضرورة العمل من أجل تطوير هذه العلاقات في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة".

وتابع: "مصر دولة إقليمية كبيرة والولايات المتحدة دولة عظمى عالمية، من الطبيعي أن تكون هناك علاقات وتشاور مستمر حول العديد من القضايا الإقليمية"، متعهداً بالعمل على تشجيع الاستثمارات الأميركية في السوق المصري والاستفادة من الفرص الهائلة التي يتيحها الاقتصاد المصري لهذه الشركات.

وأضاف أن العلاقات بين البلدين "تاريخية" ولا بد من البناء عليها لتعزيز التعاون، مشيراً إلى أن البلدين لديهما مسؤولية في الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة.

كما شدد على أهمية التوصل مع إثيوبيا إلى اتفاق قانوني ملزم لتشغيل وإدارة "سد النهضة"، مع عدم الإضرار بمصالح دولتي المصب طبقاً لقواعد القانون الدولي، خاصة أن هذا النهر هو نهر عابر للحدود، وقال إن "قضية المياه هي قضية وجودية، ولا يمكن التنازل عنها".

الإرادة السياسة

من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن مصر شريك أساسي في الجهود المبذولة لإنهاء الحرب في غزة والوصول إلى السلام، مضيفاً أن وقف إطلاق النار أفضل فرصة من أجل التعامل مع الأزمة الإنسانية في القطاع الفلسطيني.

وأوضح بلينكن أن الولايات المتحدة لم تكن تعلم بحادث تفجيرات البيجر في لبنان، مشيراً إلى أنه من الضروري اتخاذ كل الخطوات لتجنب التصعيد في المنطقة.

وشدد بلينكن على أن وقف إطلاق النار في غزة سيفتح آفاقاً جديدة لحل القضايا الأخرى في البحر الأحمر وجنوب لبنان، وهو ما من شأنه أن يعزز مكانة إسرائيل في المنطقة، داعياً إلى ضرورة التحلي بالإرادة السياسية للوصول إلى اتفاق.

وأشار بلينكن إلى أن واشنطن تسعى إلى تعزيز العلاقات مع مصر من خلال دعم الإصلاح الاقتصادي وتعزيز حقوق النساء وتمكينهن اقتصادياً، مرحباً بالخطوات التي اتخذتها القاهرة في ما يتعلق بحقوق الإنسان.