
أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس، عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، قائلاً إن "طهران وافقت نوعاً ما على الشروط، ونقترب ربما من التوصل إلى اتفاق"، لكنه شدد على أن "طهران لا يمكنها امتلاك سلاح نووي".
وقال ترمب خلال اجتماع مائدة مستديرة للأعمال في العاصمة القطرية الدوحة، ثاني محطات جولته الخليجية بعد الرياض، إن الولايات المتحدة قد تُجبر على اتخاذ "نهج عنيف" مع إيران إذا لم يُفلح الخيار الدبلوماسي الودي، مضيفاً أنه "على إيران اتخاذ قرار"، بينما يواصل البلدان التفاوض بشأن الرفع المحتمل للعقوبات الأميركية إذا تخلت إيران عن برنامجها النووي.
وتابع: "نقترب ربما من إبرام اتفاق.. هناك خطوتان للقيام بذلك: خطوة المفاوضات، وخطوة أخرى عنيفة، وأنا لا أريد القيام بالطريقة الثانية".
وأكد مصدر إيراني مطلع على المفاوضات، لـ"رويترز"، أنه لا تزال هناك فجوات يجب سدها في المحادثات مع الولايات المتحدة.
وصرح مسؤولون بأن "محادثات جديدة" بين المفاوضين الإيرانيين والأميركيين لحل الخلافات بشأن برنامج طهران النووي انتهت في عُمان الأحد، ومن المقرر إجراء المزيد من المفاوضات، في حين أصرت طهران علناً على مواصلة تخصيب اليورانيوم.
وأضاف الرئيس الأميركي من الدوحة: "سنرى ما سيحدث، لكننا نجري مفاوضات جادة للغاية مع إيران من أجل سلام دائم"، زاعماً أن طهران وافقت نوعاً ما على الشروط. "نقترب ربما من التوصل إلى اتفاق".
خياران أمام إيران
وفي كلمة ألقاها أمام قادة الأعمال، في العاصمة القطرية الدوحة، قال ترمب: "نرغب في معرفة ما إذا كان بإمكاننا حل مشكلة إيران بطريقة ذكية، بدلاً من طريقة عنيفة. هناك خياران فقط؛ (ذكي وآخر عنيف)".
وتابع: "أريد إيران أن تكون دولة كبيرة، لكن بدون امتلاك السلاح النووي، هناك خطوة مهمة، ولا نريد أن نذهب إلى الخطوة الثانية"، وأضاف ترمب أن "الولايات المتحدة ستحمي منطقة الشرق الأوسط"، وعلى إيران أن تعرف أن "المسار غير الودي هو مسار عنيف، ولا أريد ذلك.. عليهم أن يتحركوا. عليهم أن يتخذوا هذا القرار".
وعلى الرغم من أن طهران وواشنطن أعلنتا تفضيلهما للدبلوماسية لحل النزاع النووي المستمر منذ عقود، إلا أنهما لا تزالان منقسمتين بشأن عدة خطوط حمراء سيتعين على المفاوضين تجاوزها للتوصل إلى اتفاق جديد وتجنب أي عمل عسكري مستقبلي.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، رد على تصريحات ترمب، الثلاثاء الماضي، التي وصف فيها طهران بـ"القوة الأكثر تدميراً" في الشرق الأوسط.
وقال بيزشكيان: "يعتقد ترمب أنه يستطيع فرض عقوبات علينا وتهديدنا ثم الحديث عن حقوق الإنسان. جميع الجرائم وعدم الاستقرار الإقليمي سببها الولايات المتحدة". وأضاف: "إنه يريد خلق حالة من عدم الاستقرار داخل إيران".
وصرح مسؤولون أمريكيون علناً، بأنه على إيران وقف تخصيب اليورانيوم، وهو موقف وصفه المسؤولون الإيرانيون بأنه "خط أحمر"، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عما يعتبرونه حقهم في تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.
ومع ذلك، فقد أبدى المسؤولون الإيرانيون استعدادهم لخفض مستوى التخصيب. وأعرب المسؤولون أيضاً عن استعدادهم لخفض كمية اليورانيوم عالي التخصيب المخزنة، وهو اليورانيوم المخصب بما يتجاوز المستويات اللازمة عادةً للأغراض المدنية، مثل توليد الطاقة النووية.
وجاءت تصريحات ترمب، بعد أن أجرى مبعوثه ستيف ويتكوف، جولة محادثات رابعة مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأحد الماضي، في مسقط، قبيل زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة. ووصفت الخارجية الإيرانية المفاوضات بأنها "صعبة ولكنها مفيدة".
مفاوضات أوكرانيا
في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الخميس، إنه لا يعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيحضر المحادثات المباشرة مع اوكرانيا في تركيا "إذا لم يكن هو نفسه حاضراً".
وقال ترمب: "لم أكن أعتقد أنه من الممكن أن يذهب بوتين إلى هناك إذا لم أكن أنا حاضراً".
وكان ترمب قد ألمح إلى أنه قد يسافر إلى تركيا للمشاركة في المفاوضات، إذا كان بوتين حاضراً. إلا أن ترمب قال الخميس: "في الواقع، قلتُ: لماذا سيذهب إذا لم أكن حاضراً؟ لأنني لم أكن سأذهب. لم أكن أخطط للذهاب. كنت سأذهب، لكنني لم أكن أخطط للذهاب. وقلتُ: لا أعتقد أنه سيذهب إذا لم أذهب".
وأشار ترمب إلى أن الهند عرضت خفض الرسوم الجمركية على السلع الأميركية إلى الصفر، وهو أمر لم تؤكده نيودلهي فوراً.
وأدلى ترمب بهذه التعليقات خلال اجتماع مائدة مستديرة للأعمال في الدوحة، ثاني محطات جولته الخليجية، بعد أن غادر الرياض، الأربعاء، حيث ناقش خطط شركة أبل بشأن بناء مصانع هواتف "آيفون" في الهند. وقال ترمب: "من الصعب جداً بيعها في الهند، وقد عرضوا علينا صفقةً لا يفرضون علينا فيها أي رسوم جمركية".