وتأسس بيت الزكاة الكويتي بموجب قانون صدر عام 1982 وهو هيئة عامة ذات ميزانية مستقلة، تخضع لإشراف وزير الأوقاف وتقوم على جمع الزكاة وتنميتها وتوزيعها وفقا للمصارف الشرعية.
وقال الدكتور ماجد سليمان العازمي لرويترز إن "تنمية وزيادة الإيرادات ومصادر الدخل هدف استراتيجي نلتزم به ونحاسب عليه... والمستفيد الأخير هو صاحب الحاجة".
وتدفع الدولة مرتبات العاملين في بيت الزكاة وأجورهم وإيجارات المباني وغيرها من المصاريف، بحيث تكون الإيرادات الزكوية موجهة حصرا للمحتاجين والفقراء.
وقال العازمي إن بيت الزكاة هو "أول مؤسسة حكومية في العالم تعنى بجمع الزكاة" تحت رقابة الدولة، مشيرا إلى أن التجربة تم نقلها إلى دول أخرى منها مصر وماليزيا، وهناك تنسيق لنقلها للبحرين وجزر المالديف.
ويقوم بيت الزكاة بجمع الأموال من خلال 36 فرعا منتشرة في مناطق الكويت بالإضافة لموقعه الإلكتروني، ويتلقى الزكاة والصدقات من عموم الناس، وهم المورد الأساسي له، بالإضافة للشركات.
ويلزم القانون الكويتي الشركات بدفع واحد بالمئة من أرباحها سنويا كجزء من زكاة المال، أو توجيهها إلى الخدمات العامة، حيث تجمعها وزارة المالية، وتوجهها لوجهاتها النهائية ومنها بيت الزكاة.
وأشار العازمي إلى أن الزكاة تصرف كاملة داخل الكويت، "إلا المشروط منها" فإنه يخرج للخارج حسب رغبة المتبرع، بينما يتم صرف باقي الصدقات بنسبة 90 بالمئة في الكويت وعشرة بالمئة خارجها.
وأضاف أن طلبات الحصول على الإعانات تقدم أونلاين عبر موقع بيت الزكاة، لكن هناك إدارة خاصة هدفها البحث عن "الأسر المتعففة" التي أصابتها أزمات أو نكبات مالية دون أن تلجأ لطلب المساعدة، حيث يتم التعامل معه بسرية تامة.
وأوضح أن 54 ألف أسرة استفادت من المساعدات النقدية التي قدمها بيت الزكاة خلال السنتين الماضيتين 2022 و2023 وبقيمة إجمالية 40 مليون دينار.
كما استفادت نحو ألفي أسرة كويتية من القروض الحسنة وبلغ إجماليها ستة ملايين دينار خلال نفس الفترة، كما يقدم بيت الزكاة مساعدات عينية، استفادت منها 14 ألف أسرة في 2023 فقط وبمقدار 586 ألف دينار.
وأشار العازمي إلى أن بيت الزكاة أطلق مؤخرا مشروع البطاقات الممغنطة مسبقة الدفع، ووزع 5000 منها، لتمكين المستفيدين من شراء احتياجاتهم بحرية من الجميعات التعاونية والأسواق المركزية، وهدفها "حفظ كرامة المحتاج وخصوصيته.. وأن يشتري (ما يريد) شأنه شأن باقي الناس".
وأوضح أن من مشاريع بيت الزكاة الجديدة أيضا مشروع "أبي أتعلم" أي أريد أن أتعلم، وتم إطلاقه بالتعاون مع جميعة تحمل ذات الإسم، ويهدف لتوفير فرص التعليم المباشر أو عن بعد، للطلاب المضطرين للبقاء لفترات طويلة في المستشفيات بسبب أمراض مستعصية.
ويقدم بيت الزكاة الذي أنشيء لخدمة المحتاجين داخل الكويت خدماته للمواطنين وفئة غير محددي الجنسية (البدون) والوافدين، "وهناك اهتمام بالكويتيين أكثر لكن الجميع على قدم المساواة في التعامل".
وأشار العازمي إلى أن كفالة الأيتام هي أكبر مشاريع بيت الزكاة بالخارج، والمستفيدون منه نحو 25 ألف يتيم، وتكلف نحو ستة ملايين دينار سنويا، بالإضافة لرعاية طلبة العلم بالخارج التي تكلف نحو نصف مليون سنويا.
وتنتشر في الكويت مؤسسات متنوعة للعمل الخيري بعضها حكومي وبعضها جمعيات أهلية، وتحظى هذه المؤسسات برعاية الدولة واهتمامها والرقابة عليها، كما تحظى باحترام المواطنين والمقيمين.
وقال العازمي إن العمل الخيري أصبح "صناعة كويتية"، حيث كرمت الأمم المتحدة في 2014 أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد الصباح، وسمته "قائدا للعمل الإنساني"، كما حرص أمير الكويت الحالي الشيخ مشعل الأحمد على استمرار هذا النهج.