أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن روسيا تتعاون مع دول "بريكس" لإنشاء تحالف لـ"الذكاء الاصطناعي"، وذلك في محاولة لتحدي هيمنة الولايات المتحدة على واحدة من أكثر التقنيات الواعدة والحاسمة في القرن الحادي والعشرين.

وقال بوتين في كلمة ألقاها خلال مؤتمر للذكاء الاصطناعي بموسكو، إن "شبكة تحالف الذكاء الاصطناعي الجديدة ستشمل اتحادات وطنية ومؤسسات تنمية في مجال الذكاء الاصطناعي من دول مجموعة بريكس ودول أخرى مهتمة".

وأضاف بوتين: "يتعين على روسيا أن تشارك على قدم المساواة في السباق العالمي لتوفير ذكاء اصطناعي قوي، وهذه هي الحلول المتقدمة على وجه التحديد التي يعمل العلماء الروس عليها حالياً".

ومضى قائلاً :"ندعو العلماء من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى هذا التعاون".

وأدت العقوبات الغربية التي تستهدف تقييد قدرة روسيا على الوصول إلى التقنيات التي تحتاجها لدعم حربها على أوكرانيا، إلى توقف كبار منتجي الرقائق الدقيقة في العالم عن تصديرها إلى روسيا، مما يحد بشدة من طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويتولى بنك "سبيربنك" Sberbank أكبر مصرف روسي، قيادة تطوير الذكاء الاصطناعي في روسيا، لكن جيرمان جريف، رئيس البنك التنفيذي اعترف في 2023، بأن وحدات معالجة الرسومات "جي.بي.يو"، وهي رقائق دقيقة تدعم تطوير الذكاء الاصطناعي، هي أصعب قطع يمكن لروسيا الحصول عليها.

وقال البنك، الأربعاء، إن هيئات الذكاء الاصطناعي الوطنية في الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس"، وهي البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا، وكذلك من صربيا وإندونيسيا ودول أخرى غير أعضاء في المجموعة، انضمت إلى شبكة تحالف الذكاء الاصطناعي.

وأضاف "سبيربنك" أن "الشبكة قد تيسر البحث المشترك في مجال التكنولوجيا، وتنظيم الذكاء الاصطناعي، وإتاحة فرص لبيع منتجات الذكاء الاصطناعي في أسواق البلدان الأعضاء".

روسيا وسباق الذكاء الاصطناعي

وتعدّ الولايات المتحدة والصين أكبر قوتين في مجال الذكاء الاصطناعي في العالم.

وعين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قيصراً للذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة في البيت الأبيض للمساعدة في الحفاظ على بقاء بلاده أكثر تقدماً في مجال التكنولوجيا في العالم.

لكن تحرك بوتين للتحالف مع الصين، قد يؤدي إلى تغيير شكل سباق الذكاء الاصطناعي.

وتعتبر روسيا واحدة من 10 دول، منها الولايات المتحدة والصين وبريطانيا وإسرائيل، تعمل على تطوير نماذجها للذكاء الاصطناعي التوليدي.

وقالت شركة الاستشارات "ياكوف آند بارتنرز" التي يديرها موظفون سابقون في شركة "ماكينزي" في موسكو، إن هذا يمنحها القدرة على أن تصبح كياناً أكثر أهمية.

وتتوقع روسيا أن يضيف استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع القطاعات 11.2 تريليون روبل (109 مليارات دولار) إلى الناتج المحلي الإجمالي في عام 2030، في مقابل 0.2 تريليون روبل (1.9 مليار دولار) في 2023.

استراتيجية روسيا 

وأشارت استراتيجية الذكاء الاصطناعي في روسيا إلى أن 80% من جميع العمال الروس، يجب أن يتمتعوا بمهارات الذكاء الاصطناعي بحلول 2030، ارتفاعاً من 5% في 2023، في حين أن الاستثمار في هذه التقنية يجب أن ينمو  7 أمثال إلى 850 مليار روبل.

ويخضع سوق الذكاء الاصطناعي في روسيا لهيمنة بنك "سبيربنك"، الذي طوّر نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي "جيجا تشات"، وشركة "ياندكس" الرائدة في مجال التكنولوجيا التي تمتلك النموذج "ياندكس جي.بي.تي".

وتحتل روسيا حالياً المرتبة 31 من بين 83 دولة في تبني الذكاء الاصطناعي والابتكار والاستثمار فيه على المؤشر "جلوبال إيه.آي إندكس" التابع لشركة "تورتواز ميديا" ومقرها بريطانيا، وهي متأخرة كثيراً ليس فقط عن الولايات المتحدة والصين، وإنما أيضاً عن زميلتيها في "بريكس" الهند والبرازيل.

فيما تحتل روسيا المرتبة 29 على أداة جامعة "ستانفورد" لقياس الأداء في مجال الذكاء الاصطناعي، التي تقيم 36 دولة على أساس 42 مؤشراً تتضمن البحث والتطوير.