أُجبر السجناء السياسيون والمجرمون في ألمانيا خلال حقبة الحرب الباردة على بناء أثاث قابل للطي لشركة ايكيا، وظهرت هذه الحقائق في تقارير إعلامية سويدية وألمانية منذ أكثر من عقد من الزمان ما دفع الشركة إلى تكليف تحقيق مستقل.
وجد التحقيق الذي أجراه المدققون إيرنست ويونغ أن السجناء كانوا ينتجون أثاثاً لشركة ايكيا، وهي شركة عالمية عملاقة في صناعة المفروشات المنزلية، حتى سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين، ووجد التقرير أن ممثلي أيكيا في ذلك الوقت كانوا على علم على الأرجح باستخدام السجناء السياسيين لتكملة العمالة.
وعرفت ألمانيا الشرقية أو ما عرفت باسم جمهورية ألمانيا الديمقراطية -من عام 1949 حتى عام 1990- بإجبار عشرات الآلاف من سجنائها على العمل في المصانع، ما جعلها موقعاً رئيسياً للعمالة الرخيصة التي يُفهم أن العديد من الشركات الغربية استفادت منها.
كان العديد من السجناء السياسيين في جمهورية ألمانيا الديمقراطية قد سُجنوا بسبب «جريمة» بسيطة تتمثل في معارضة الدولة الشيوعية ذات الحزب الواحد، مع نظام شُرَطي شديد التطرف بقيادة شرطة شتازي السرية.
في بيان صدر هذا الأسبوع أعلنت شركة ايكيا ألمانيا أنها ستقدم طواعية 6 ملايين يورو لصندوق حكومي جديد أنشئ لتقديم تعويضات لضحايا الدكتاتورية في ألمانيا الشرقية.
بعد عقود من الحملات التي قامت بها مجموعات الضحايا اقترحت حكومة الائتلاف الحاكم في ألمانيا في عام 2021 إنشاء صندوق المشقة، سيصوت البرلمان الألماني على إنشائه في الأسابيع المقبلة على الرغم من أن هذه الخطوة تعتبر مجرد إجراء شكلي.
وأضاف بيان شركة ايكيا أن الدفع هو نتيجة محادثات استمرت لسنوات بين فرع الشركة في ألمانيا واتحاد جمعيات ضحايا الدكتاتورية الشيوعية وهي منظمة تصف نفسها بأنها تعمل على ضمان حصول المدانين ظلماً في ألمانيا الشيوعية على العدالة في الدولة الدستورية اليوم.
وفي بيان قدمه إلى شبكة CNN قال الرئيس التنفيذي والمسؤول الرئيسي عن الاستدامة في شركة ايكيا ألمانيا، والتر كادنر «نأسف بشدة لأن منتجات ايكيا أُنتجت أيضاً من قبل سجناء سياسيين في جمهورية ألمانيا الديمقراطية، ومنذ أن أصبح معروفاً، عملت ايكيا باستمرار على توضيح الموقف».
خطوة ايكيا هي الأولى من نوعها، وقد رحبت المنظمات التي تدافع عن الضحايا بهذه الخطوة.
(صوفي تانو، CNN)