في أداء استثنائي أنهى الذهب الربع الأول من عام 2025 محققاً قفزة سعرية تاريخية، ليلامس مستويات لم يشهدها من قبل، ويتجاوز حاجز الـ 3100 دولار للأونصة في تعاملات الإثنين. هذا الصعود اللافت، الذي يمثل أفضل أداء ربع سنوي للمعدن الأصفر منذ 39 عامًا، جاء مدفوعاً بمزيج من العوامل المتداخلة.

فمن جهة، عززت حالة عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي العالمي الطلب على الذهب كملاذ آمن، بينما ساهمت مشتريات البنوك المركزية القوية في دعم الأسعار. وعلى الرغم من تراجع التوقعات بشأن وتيرة خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، استمر الذهب في الصعود، مدعوماً بتوقعات ببقاء سياسة التيسير النقدي قائمة وإن بوتيرة أبطأ.

هذا الأداء القوي يطرح تساؤلات حيوية حول مستقبل المعدن النفيس. فهل يواصل الذهب تحطيم الأرقام القياسية بعد هذه القفزة النوعية في الربع الأول؟ وهل ما نشهده هو ارتفاعات مستدامة تعكس تحولات هيكلية في السوق، أم أنها مجرد فقاعة مؤقتة؟ وبين المكاسب الكبيرة التي تحققت والتوقعات المستقبلية المتباينة، إلى أين تتجه أسعار الذهب في الفترة المقبلة؟

يجمع الخبيران الاقتصاديان حسين القمزي وعلي حمودي في حديثهما لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" على أن أداء الذهب القوي في الربع الأول مدفوع بالتوترات الجيوسياسية والتجارية وتوقعات التيسير النقدي. ويتوقعان استمرار هذا الزخم، حيث تشير توقعات مؤسسات كبرى إلى إمكانية وصول الذهب إلى 3300 دولار للأونصة بنهاية العام، بل وقد تتجاوز ذلك في حال تصاعدت المخاطر. بينما يرى القمزي احتمالية خفض الفائدة من الفيدرالي، يؤكد حمودي على أن سياسات ترامب التجارية ستدعم صعود الذهب، مع إمكانية الوصول إلى مستويات أعلى بكثير.

وقفزت أسعار الذهب الفورية في تعاملات الإثنين بأكثر من واحد بالمئة ليسجل قمة تاريخية جديدة فوق 3100 دولار للأونصة، وليحقق أفضل أداء ربع سنوي في 39 عاماً.