يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الرئيس الصيني شي جين بينج، على هامش قمة مجموعة العشرين في البرازيل، لإجراء أول محادثات وجهاً لوجه بين الرئيس الصيني ورئيس وزراء بريطاني منذ أكثر من 6 سنوات.

يأتي اجتماعهما، المقرر عقده في وقت لاحق، الاثنين، في الوقت الذي تسعى فيه بريطانيا إلى كسر الجمود في العلاقات مع بكين، الذي بدأ خلال الفترة التي قضاها المحافظون في السلطة، وفق ما أوردت النسخة الأوروبية من مجلة "بوليتيكو".

وقال زعيم حزب "العمال" أثناء رحلته إلى ريودي جانيرو، إنه يخطط لإجراء "مناقشات جادة وعملية" مع الرئيس الصيني، مؤكداً أهمية التجارة مع الصين.

مخاوف أوروبية وترقب صيني

تأتي المحادثات وسط مخاوف أوروبية وترقب صيني لعودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، والذي هدد خلال حملته الانتخابية بفرض رسوم جمركية بنسبة 60% على البضائع من الصين بموجب سياسته "أميركا أولاً".

وأشارت "بوليتيكو"، إلى أن ستارمر، على غرار الكثير من قادة العالم، يدرس التدابير الاقتصادية التي ينبغي اتخاذها إذا أقر الجمهوريون هذه الخطط، في حين تشمل الخيارات التفاوض على منح استثناءات لبريطانيا، وعكس مسار بعض الآثار السلبية الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) من خلال التقرب من التكتل، ومحاولة تعزيز التجارة مع بكين.

اقرأ أيضاً

استعداداً لحرب تجارية.. الصين تتسلح بـ"تدابير قوية" لمواجهة ترمب

قال مستشارو ومحللو المخاطر الدولية في الصين، إن بكين أعدت تدابير مضادة للرد على الشركات الأميركية، حال قرر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إشعال حرب تجارية.

وذكرت "بوليتيكو" أنه قبل تحقيق فوز ساحق في الانتخابات في يوليو الماضي، تعهد حزب "العمال" بقيادة ستارمر بمتابعة مسارات قانونية، لوصف ما قال إنه "اضطهاد" الصين لمسلمي الأويجور، باعتباره "إبادة جماعية".

ووفقاً للمجلة، هذا ليس الموقف الذي يتبناه ستارمر اليوم وهو في طريقه إلى البرازيل، إذ قال للصحافيين: "بالنظر إلى حجم الاقتصاد (الصيني)، من المهم للغاية أن تكون لدينا علاقة عملية وجادة، وهذا ما أعتزم السعي إلى تحقيقه".

وسيكون ستارمر أول رئيس وزراء بريطاني يلتقي الرئيس الصيني منذ زيارة تيريزا ماي إلى بكين في فبراير 2018. وكان سلفه ريشي سوناك خطط لعقد اجتماع في عام 2022 ولكن أجندته كانت مزدحمة، حيث عقد القادة اجتماعات طارئة بعد ضربة صاروخية استهدفت بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بالقرب من حدودها مع أوكرانيا.

كيف ستؤثر عودة ترمب؟

وذكرت "بوليتيكو"، أن العلاقات شهدت أعلى مستوياتها في عام 2015، عندما أعلن رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون "العصر الذهبي" مع الصين، في وقت كان فيه المحافظون يتوددون إلى بكين بنشاط.

لكن العلاقات توترت في وقت لاحق تحت قيادة رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، عندما ضغط ترمب على بريطانيا، لتصدر قراراً بحظر مشاركة شركة "هواوي" الصينية في شبكة الجيل الخامس البريطانية.

وبالنظر إلى أن الأمر كان يتعلق بالأمن القومي، انحازت بريطانيا إلى الولايات المتحدة، لكن هذه الخطوة أدت بوضوح إلى توتر العلاقات مع الصين.

مع ذلك، رجحت المجلة، أن ترمب ربما يرغب في جعل هذه العلاقة "أكثر اضطراباً" مرة أخرى.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، يخطط ستارمر لاستغلال قمة مجموعة العشرين من أجل حشد الدعم لصالح أوكرانيا ضد الغزو الروسي مع اقتراب الصراع من يومه الألف.

وقال رئيس الوزراء البريطاني للصحافيين: "لا بد من وجود دعم كامل، ما دام الأمر يتطلب ذلك، وهذا بالتأكيد على قمة جدول أعمالي، وتعزيز هذا الدعم الإضافي لأوكرانيا".

على الرغم من أنه لم يذكر ترمب، من الواضح أن الحلفاء يحاولون بذل قصارى جهدهم قبل عودته إلى البيت الأبيض، لأنه ألقى بظلال من الشك على دعم الولايات المتحدة لكييف.

دعم أوكرانيا

وخلال قمة مجموعة العشرين، من المتوقع أن يضغط ستارمر على الرئيس الأميركي جو بايدن للحصول على قرض بقيمة 20 مليار دولار لأوكرانيا خلال أسابيعه الأخيرة في منصبه.

كما سيسعى رئيس الوزراء البريطاني للحصول على موافقة لاستخدام أوكرانيا قذائف Storm Shadow بعيدة المدى لاستهداف مواقع في العمق الروسي.

مع ذلك، أحجم ستارمر عن توجيه انتقاد للمستشار الألماني أولاف شولتز لتحدثه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في أول مكالمة هاتفية بينهما منذ ما يقرب من عامين.

وقال ستارمر: "إنها مسألة تتعلق بالمستشار شولتز بشأن من يتحدث إليه"، مضيفاً: "ليس لدي أي خطط للتحدث إلى بوتين".

في المقابل، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تلك المكالمة تفتح "صندوق الشرور" (صندوق باندورا).

ودافع المستشار الألماني أولاف شولتز، الأحد، عن قراره بالتواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة، قائلاً إن المحادثة لم تكشف عن أي مؤشر على تحول في أسلوب تفكير بوتين إزاء الحرب على أوكرانيا.

وانتقد ترمب مراراً حجم المساعدات الغربية لكييف، ووعد بإنهاء الصراع بسرعة، دون أن يوضح الكيفية. وأثار فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في الخامس من نوفمبر مخاوف في كييف وعواصم أوروبية أخرى بشأن مدى التزام الولايات المتحدة بمساعدة أوكرانيا.