قالت السلطات الصحية في السودان يوم الاثنين 23 سبتمبر/أيلول، إن الكوليرا تنتشر في الدولة التي مزقتها الحرب، مما أسفر عن مقتل 388 شخصاً على الأقل وإصابة نحو 13 ألف آخرين على مدى الشهرين الماضيين.
وينتشر مرض الكوليرا في المناطق التي دمرتها الأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة وخاصة في شرق السودان حيث لجأ ملايين النازحين بسبب الحرب.
وفي 12 أغسطس/آب، أعلنت السلطات الكوليرا وباء في البلاد. ويتزامن انتشار المرض مع استمرار معاناة الشعب السوداني بسبب الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، والتي خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو عشرة ملايين نازح أو لاجئ، بحسب الأمم المتحدة.
ما هي الكوليرا؟
قالت وزارة الصحة السودانية إن المرض تم اكتشافه في 10 من محافظات البلاد الـ18، وكانت ولايتي كسلا والقضارف الشرقيتين الأكثر تضرراً.
والكوليرا مرض سريع التطور شديد العدوى يسبب الإسهال، مما يؤدي إلى الجفاف الشديد والوفاة المحتملة في غضون ساعات إذا لم يتم علاجه، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وينتقل عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث.
اقرأ أيضاً: الكوليرا .. 7 جوائح من المرض حصدت ملايين الأروح حول العالم
لا يعد هذا المرض نادراً في السودان. فقد أدى تفشي كبير سابق إلى مقتل ما لا يقل عن 700 شخص وإصابة نحو 22 ألف في أقل من شهرين في عام 2017.
وأكد تقرير رصد الكوليرا الصادر يوم الأحد 22 سبتمبر/أيلول، تسجيل 401 إصابة جديدة في 5 ولايات، من بينها ست حالات وفاة، مشيراً إلى وجود 45 مركز عزل في ثماني ولايات.
هل تنجح السودان في القضاء على المرض خلال شهر؟
أعلن وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم، يوم الأحد، إطلاق حملة لمدة شهر لمواجهة وباء الكوليرا، الذي انتشر في معظم ولايات البلاد.
وقال: "إن الحملة تهدف إلى مكافحة الكوليرا وتعزيز الاستجابة للمرض في الولايات وتوحيد الجهود والاستفادة من الإمكانات المتاحة وتعظيم دور المجتمع مع التركيز على الإصحاح البيئي".
وأشار إلى أن برامج الحملة تشمل التطعيم ومكافحة النواقل وتدخلات الصحة البيئية ومراقبة الأغذية وتنقية المياه، إلى جانب التوعية بمخاطر الكوليرا وأنشطة تعزيز الصحة، حسب وسائل الإعلام المحلية.
تفشي الأمراض في السودان
يعاني السودان من تفشي أمراض متعددة بما في ذلك الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة والحصبة الألمانية.
وتنبع الأزمات الصحية في السودان من الانخفاض الكبير في معدلات التطعيم وتدمير البنية الأساسية للصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة نتيجة للصراع المستمر. كما أن تدهور الوضع الغذائي للعديد من الأطفال في السودان يعرض الأطفال لخطر أكبر، وفقاً لمنظمة اليونيسيف.
وتشير التقديرات إلى أن 15 مليون شخص في السودان يعيشون في 14 ولاية معرضة لخطر الفيضانات، و3.1 مليون شخص، بما في ذلك 500 ألف طفل دون سن الخامسة، معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا بين يوليو/تموز وديسمبر/كانون الأول 2024.
وتشير التقديرات أيضاً إلى أن 3.4 مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بالأمراض الوبائية، بما في ذلك الحصبة والملاريا والالتهاب الرئوي وأمراض الإسهال والكوليرا.
كما خلقت الحرب أكبر أزمة نزوح في العالم. فقد أُجبر أكثر من 13 مليون شخص على الفرار من منازلهم منذ بدء القتال، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة. ويشمل ذلك أكثر من 2.3 مليون شخص فروا إلى البلدان المجاورة.
وقد أدت الفيضانات الموسمية المدمرة والكوليرا إلى تفاقم البؤس في السودان. وقالت وزارة الصحة إن ما لا يقل عن 225 شخصاً قُتلوا وأصيب نحو 900 آخرين في الفيضانات. وأضافت أن البنية التحتية الحيوية جرفت، ودُمر أو تضرر أكثر من 76 ألف منزل.