تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، الأحد المقبل، اجتماعات تهدف إلى محاولة إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وتبادل الأسرى والمحتجزين بين تل أبيب وحركة "حماس"، وذلك بحضور مسؤولين في الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، بينما شهدت القاهرة، الخميس، محادثات بين مسؤولين مصرين ووفد من "حماس".

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن رئيس الموساد دافيد برنياع، سيسافر إلى الدوحة الأحد، مضيفاً أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز سينضم إلى هذه المحادثات أيضاً.

وتلعب قطر ومصر والولايات المتحدة دور الوساطة بين إسرائيل و"حماس"، في محادثات مستمرة منذ أشهر، والتي توقفت في أغسطس من دون الاتفاق على إنهاء الحرب.

وتوجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع على أمل إحياء المحادثات، إثر اغتيال إسرائيل ليحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، الذي تزعم واشنطن أنه كان "العقبة الرئيسية" أمام التوصل إلى اتفاق.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مصدر مطلع قوله، إن "من المتوقع أن يحضر هذا الاجتماع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، ومدير الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع، ورئيس المخابرات العامة المصرية الجديد اللواء حسن رشاد".

محادثات "حماس" في القاهرة

وقال رئيس الوزراء القطري خلال مؤتمر صحافي مع بلينكن في الدوحة، الخميس، إن المسؤولين القطريين اجتمعوا أيضاً مع مسؤولين من المكتب السياسي لـ"حماس" في الدوحة خلال اليومين الماضيين. ومضى قائلاً: "حتى الآن، لا وضوح بشأن طريق المضي قدماً"، وفق ما أوردت "رويترز".

وأضاف رئيس الوزراء القطري أن مصر تشترك بشكل منفصل في محادثات مع "حماس"، معبراً عن أمله بأن تثمر هذه المحادثات عن شيء إيجابي.

وفي السياق قال مسؤول في "حماس" لـ"الشرق": إن وفداً من الحركة اجتمع مع مسؤولين مصريين، وتمت مناقشة أفكار واقتراحات تتعلق باستئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

كما نقلت قناة "القاهرة الإخبارية"  عن مصدر مسؤول قوله، إن "وفداً أمنياً مصرياً رفيع المستوى، التقى وفداً من قيادات حركة ‫حماس بالقاهرة، لاستعراض الأوضاع الجارية بغزة، وسبل تذليل العقبات التي تواجه التهدئة بالقطاع".

وذكر المصدر المسؤول، أن "اللقاء يأتي في إطار الجهود المصرية لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بقطاع ‫غزة"، مؤكداً "التزام مصر باستمرار زيادة إدخال المساعدات الإنسانية لإغاثة أهالي قطاع غزة".

وقال رئيس وزراء قطر: "ننسق بشكل وثيق مع مصر بشأن أي مبادرة، نأمل أن تسفر مناقشات الخميس عن شيء إيجابي".

وتوقّع الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن تعود المفاوضات إلى مقترح تم بحثه في الجولة الأخيرة من المحادثات.

وفي تعليقه على الجهود المصرية لإحياء مفاوضات غزة، قال نتنياهو في بيان، الخميس، إنه يرحب باستعداد مصر للدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

وأضاف البيان أن نتنياهو قرر إرسال رئيس الموساد إلى قطر "لحشد الدعم لسلسلة من المبادرات على جدول الأعمال، بعد اجتماعات في القاهرة".

"نسخة مصغرة"

وقال موقع "أكسيوس"، نقلاً عن مصدر مطلع، إن "رئيس الموساد برنياع التقى مع اللواء رشاد في القاهرة، الخميس"، في أول اجتماع بينهما. 

وأضاف المصدر أنهما "ناقشا الجهود الرامية إلى تجديد المفاوضات بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة".

وذكر "أكسيوس"، في تقرير سابق، الاثنين، أن اللواء حسن رشاد التقى مع رئيس جهاز الشاباك رونين بار، وناقشا فكرة "صفقة أصغر" بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة، يمكن أن تسرّع المفاوضات بشأن اتفاق أوسع.

وقال مسؤولون إسرائيليون للموقع، إن الفكرة تشمل إطلاق سراح عدد صغير من المحتجزين لدى "حماس"، مقابل وقف إطلاق النار لمدة أسبوعين تقريباً في غزة، وزيادة المساعدات الإنسانية.

وأفادت صحيفة "فايننشيال تايمز"، الخميس، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تقترح هدنة مؤقتة أقصر، بدلاً من صفقة متعددة المراحل كانت أيدتها سابقاً، والتي كانت تهدف إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين وانسحاب إسرائيل من غزة، وإنهاء الصراع بشكل دائم.

وقال دبلوماسي مطلع على آخر الجهود للصحيفة البريطانية، إنها محاولة للتوصل إلى "نسخة مصغرة" من الاتفاق السابق.

وحدّد الاقتراح الأصلي خططاً لوقف أولي لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع، تفرج "حماس" خلاله عن المحتجزات وكبار السن والجرحى، في مقابل مئات السجناء الفلسطينيين. كما تنسحب إسرائيل من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وخلال هذه الفترة تتفاوض الأطراف على الترتيبات للوصول إلى المرحلة الثانية، والتي تستهدف نهاية دائمة للحرب، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في دير البلح وسط قطاع غزة في 10 أكتوبر 2024
فلسطينيون يتفقدون موقع غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين في دير البلح وسط قطاع غزة في 10 أكتوبر 2024 - Reuters

"فكرة تستحق الاستكشاف"

وقال الدبلوماسي لـ"فايننشيال تايمز"، إن الاقتراح الجديد من المتوقع أن يتضمن شروطاً مماثلة للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، ولكن من المحتمل أن يستمر أقل من شهر.

ومن غير الواضح كيف ستتفاعل حكومة نتنياهو المتطرفة، أو "حماس" مع الاقتراح الجديد.

وأبلغ بلينكن أفراد عائلات المحتجزين الإسرائيليين، الثلاثاء، خلال لقائهم في تل أبيب، عن اعتقاده أن "الصفقة الصغيرة" فكرة تستحق الاستكشاف، وفق ما نقل "أكسيوس" عن شخصين حضرا الاجتماع.

ووصلت المحادثات إلى طريق مسدود في أغسطس الماضي، بعدما قال نتنياهو إنه لن يسحب قواته من الشريط الحدودي بين الأراضي المصرية وغزة، والمعروف باسم محور فيلادلفيا.

ومنذ ذلك الحين، صعّدت إسرائيل بشكل كبير هجومها على قطاع غزة، حيث فرضت حصاراً على شمال القطاع ومنعت دخول المساعدات.

ويصر أعضاء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو الحاكم، على أن تواصل إسرائيل حربها في غزة.

وقال الدبلوماسي المطلع على المحادثات لـ"فايننشيال تايمز"، إن "الوسطاء جادون ويعتقدون أنهم يستطيعون الحصول على صفقة مؤقتة لوقف إطلاق النار يمكن أن تؤدي إلى اتفاق أطول"، مضيفاً: "ومع ذلك، فإن القضايا الأكبر المتعلقة بوقف إطلاق النار الدائم لا تزال دون حل".