نجح COP28 في التوصّل إلى "اتفاق الإمارات" التاريخي والمهمّ الذي تضمنت بنوده عدداً من الإنجازات المناخية غير المسبوقة عالمياً، وقدّم حزمة طموحة ومتوازنة من التدابير شملت الاستجابة لنتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف باريس، والإشارة لأول مرة في النص التفاوضي الختامي إلى تحقيق انتقال مُنظّم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050 بما يتماشى مع الحقائق العلمية.
بدأت الخطوات الاستثنائية الفعالة مع انطلاق فعاليات اليوم الأول من COP28 بقرار غير مسبوق شهد التوافق على تفعيل "صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار" وبدء تمويله، وحتى الآن، تم التعهد بتوفير تمويل بقيمة 853 مليون دولار للصندوق لدعم الدول النامية الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ، بما يتضمن 100 مليون دولار من دولة الإمارات.
وانطلاقاً من أهمية دور التمويل في جهود تنفيذ العمل المناخي المطلوب، نجح المؤتمر في جمع وتحفيز تمويل بأكثر من 85 مليار دولار، لتسريع تحقيق الانتقال المنشود في قطاع الطاقة، وحماية الطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، وتدشين مرحلة جديدة من العمل المناخي لا تترك أحداً خلف الرَكب.
كما أطلقت دولة الإمارات صندوق "ألتيرّا" كأكبر أداة تحفيزية لتمويل العمل المناخي بقيمة 30 مليار دولار، ويهدف الصندوق إلى توفير التمويل على نطاق واسع لتعزيز المرونة المناخية في دول الجنوب العالمي، وقد استثمر بالفعل 6.5 مليار دولار في مشروعات بإجمالي قدرة إنتاجية بلغت 40 غيغاواط عبر خمس قارات.
أطلقت رئاسة COP28 أيضاً مع عدد من شركائها "المسرّع العالمي لخفض الانبعاثات"، الذي شكَّل خطة شاملة ومتعددة القطاعات لخفض الانبعاثات عالمياً، بهدف تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، والذي تضمن "ميثاق خفض انبعاثات قطاع النفط والغاز" الذي وقّعت عليه حتى الآن 55 شركة حتى الآن تمثل أكثر من 43 بالمئة من إنتاج النفط العالمي. والتزم الموقعون على الميثاق بإزالة انبعاثات غاز الميثان، ووقف عمليات حرق الغاز بحلول عام 2030، والاتفاق على تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050 أو قبله. وكانت شركات مثل "بتروتشاينا" و"أويل إنديا" و"فار إنرجي" بين المنضمين الجدد إلى الميثاق خلال العام الجاري.
وتضمن "المسرّع العالمي لخفض الانبعاثات"، أيضاً بين مبادراته "مسرّع الانتقال الصناعي" الهادف لتسريع الحد من الانبعاثات عبر ستة قطاعات كثيفة الانبعاثات تمثل 30 بالمئة من انبعاثات الكربون العالمية.
وفي إنجاز عالمي آخر تم للمرة الأولى، أنشِئت شراكة ثلاثية غير مسبوقة بين رئاسة COP28 ورئاسَتي COP29 الذي تستضيفه جمهورية أذربيجان، وCOP30 الذي تستضيفه جمهورية البرازيل الاتحادية، لتعزيز التعاون الدولي ورفع سقف الطموح في الجولة القادمة من المساهمات المحددة وطنياً التي تشكّل إطاراً لتنفيذ بنود "اتفاق الإمارات" التاريخي.
وللمرة الأولى في تاريخ منظومة عمل اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، نجح COP28 في إطلاق "برنامج عمل الانتقال العادل"، الهادف إلى دعم تنفيذ العمل المناخي عبر كافة ركائز اتفاق باريس بصورة منصفة، والذي سلّط الضوء على موضوعات الصحة وحقوق العمال والحماية الاجتماعية بصفتها جزءاً من عملية "التكيف".
وفي إطار جهود COP28 لاحتواء الجميع، نجح المؤتمر في إضفاء الطابع الرسمي على دور رائد المناخ للشباب، مما يلزم كافّة المؤتمرات القادمة بتعيين رائد مناخ للشباب، وهو إرث دائم رسخته دولة الإمارات ومؤتمر COP28 لضمان تمثيل الشباب بشكل مناسب في منظومة العمل المناخي العالمي.
واستضاف COP28 "جلسة حوار دبي للشباب بشأن المناخ" وهي أكبر حلقة نقاشية بشأن المناخ تُعقد بين مجموعة من الشباب وممثلين عن الجهات الحكومية، في حين أظهرت نتائج أول حصيلة عالمية للشباب أن COP28 فتح آفاقاً جديدة لمشاركتهم في مؤتمرات الأطراف.
ولأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، تمت الإشارة إلى الطاقة النووية السِلمية كجزء من الحلول المناخية خلال COP28، بوصفها طاقة نظيفة مهمة لتصحيح المسار وتحقيق الأهداف المناخية العالمية، حيث دعت أكثر من 20 دولة بينها الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، في بيان مشترك خلال COP28، إلى زيادة قدرات الطاقة النووية في العالم ثلاثة أضعاف بحلول 2050.
لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف شهد COP28 أيضاً إدراج أيام متخصصة في جدول أعماله لموضوعات مثل الصحة والتجارة، كما ضم المؤتمر أول جناح للأديان، لضمان مشاركة القيادات الدينية في المناقشات المناخية.
وتحرص دولة الإمارات على الاستمرار في القيام بدورها الرائد في الجهود المناخية العالمية بعد تسليم رئاسة المؤتمر إلى جمهورية أذربيجان في 11 نوفمبر، لترسيخ إرث COP28 وما حققه من إنجازات غير مسبوقة تساهم بشكل فعال في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للبشرية والأجيال القادمة.