وتسببت الشركات الرئيسية في خيبة أمل للمستثمرين، بما في ذلك ماكدونالدز وشركات صناعة السيارات مثل نيسان وتسلا، بالإضافة إلى عمالقة القطاع الاستهلاكي مثل نستله ويونيليفر. ومع إعلان نحو 40 في المئة من الشركات الأميركية والأوروبية عن نتائجها، جاءت الأرباح متوافقة مع التوقعات. ومع ذلك، وبعد الأداء القوي لأسواق الأسهم العالمية، يبدو أن النتائج المتوافقة مع التوقعات تعني خيبة أمل في سوق الأسهم.
وسيتلقى موسم الأرباح هزة قوية أخرى هذا الأسبوع من شركات التكنولوجيا العملاقة في العالم، بما في ذلك أبل ومايكروسوفت وسامسونغ إلكترونيكس، وتويوتا موتور اليابانية، وعملاقا النفط إكسون موبيل وشل، وتجار التجزئة الأوروبيون لوريال وأديداس.
يقول بريان مولبيري، مدير محفظة العملاء في شركة زاكس لإدارة الاستثمارات «بدأنا نرى الضغوط التي تفرضها بيئة أسعار الفائدة المرتفعة لفترة أطول على الشركات وبدأنا نتعرف على مدى قدرة الشركات على الاستمرار في تنمية الأرباح والإيرادات».
ضعف الاستهلاك
وحذّر المحللون من أن الطلب في الصين من غير المرجح أن يعود للنمو قريباً بسبب الركود العقاري المستمر وانعدام الأمان الوظيفي للمستهلكين، يقول ستيفان جونتر باوكنيشت، مدير المحفظة في دي دبليو إس «الصينيون ليسوا على استعداد للإنفاق لأنهم خائفون من المستقبل، وإلى أن يتحسن النمو في الصين، فإن البلاد ستكون الأضعف بين المناطق الكبرى، أو على الأقل الأكثر تأخراً عن التوقعات».
وأضاف باوكنيشت أن ضعف الاستهلاك يظهر في مختلف قطاعات الصناعة، ما يخفض نمو الإيرادات والأرباح.
وخفضت الشركات الأميركية توقعاتها للنمو في الربع الثالث من 8.6 في المئة إلى 7.3 في المئة، على أساس سنوي، وفقاً لبيانات مجموعة بورصات لندن.
وقال محللون في بنك أوف أميركا في مذكرة بحثية «الموسم أثار الذعر في السوق مع وجود علامات على ضعف الاستهلاك».
وأعلنت كل من نستله ويونيلفر عن نمو في مبيعات النصف الأول بمعدل أقل من التوقعات، وتزداد الشركات في أكبر اقتصادين في منطقة اليورو (ألمانيا وفرنسا) تشاؤماً؛ ما يثير المخاوف بشأن التعافي البطيء للمنطقة بأكملها.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة نستله، مارك شنايدر، في مكالمة هاتفية مع الصحفيين «المستهلكون يميلون أكثر إلى البحث عن الأسعار الأرخص، خاصةً أصحاب الدخل المنخفض».
وتواجه شركات السيارات صعوبات في الولايات المتحدة، حيث أضرت المخزونات المرتفعة والمشكلات اللوجستية بأرباح فورد موتور وستيلانتس ونيسان، وخيبت شركة تسلا الرائدة في مجال السيارات الكهربائية آمال المستثمرين بنتائجها، ولا يزال الكثيرون يرون الشركة مبالغاً في قيمتها مع تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية.
وتوقعت شركة بطاريات السيارات الكهربائية، إل جي إينرجي سوليوشنز، المورد لتسلا وهيونداي موتور، انخفاض إيراداتها بأكثر من 20 في المئة هذا العام بسبب تباطؤ حاد أكثر من المتوقع في الطلب العالمي على السيارات الكهربائية، وأعلنت منافستها الأكبر، CATL الصينية، عن انخفاض بنسبة 13 في المئة في إيرادات الربع الثاني.
وقال المحلل لي مين هي، من شركة بي إن كيه للاستثمار والأوراق المالية، «توقعات المستثمرين مرتفعة للغاية وقد يكون من الصعب أن تلبيها نتائج الشركات، وفي الأمد القريب قد لا ترتفع أسعار الأسهم كثيراً»، لكن ريك ميكلر، الشريك في شركة شيري لين للاستثمار يرى أنه «ما دام التوقع السائد هو خفض أسعار الفائدة، فلن يخفض المحللون توقعات الأرباح الإجمالية للعام المقبل».
الرقائق الاستثناء الأهم
لم تكن أخبار الأرباح سيئة بالكامل، إذ نمت إيرادات الحوسبة السحابية لشركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل، بمعدلات تبشر بالخير قبل إعلان شركات التكنولوجيا الرائدة الأخرى نتائج أعمالها في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
وتسببت نتائج أعمال التكتل الصناعي 3M الإيجابية في ارتفاع أسهم التكتل إلى ما يقرب من أعلى مستوى في عامين، في حين أعلنت شركة صناعة السيارات جنرال موتورز وشركة الأدوية العملاقة جونسون آند جونسون عن أرباح قوية، وقالت شركة جي بي مورجان العملاقة المصرفية إن أرباحها بلغت رقماً قياسياً.
كما أصبحت شركات صناعة الرقائق الآسيوية أكثر تفاؤلاً بشأن توقعات الطلب، إذ تستفيد من طفرة الذكاء الاصطناعي العالمية التي ساعدتها على تجاوز تناقص الطلب على الإلكترونيات بسبب الوباء.
قال رئيس مجلس إدارة شركة TSMC، سي سي وي، في مؤتمر الأرباح، «الذكاء الاصطناعي رائج للغاية؛ الآن يريد الجميع إضافة تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى أجهزتهم»، مضيفاً أن الطلب على الذكاء الاصطناعي الآن أصبح أكثر واقعية مما كان عليه قبل عامين أو ثلاثة أعوام.
وارتفعت أسهم TSMC، أكبر شركة صناعة رقائق في العالم، بنسبة 56 في المئة حتى الآن في عام 2024، أما شركة إنفيديا، الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد تجاوزت قيمتها 3 تريليونات دولار في وقت سابق من العام قبل أن تتراجع قليلاً في الصيف.
(رويترز)